الجزائر - A la une

عائلات تقيم في عمارة بوادي قريش مهددة بالموت




تعيش العائلات القاطنة بشارع عسكري أحسن بالعمارة رقم 67 ببلدية وادي قريش، على هاجس الموت ردما تحت الأنقاض في أية لحظة بسبب الخطر المحدق بها داخل بيوت تفتقد لأدنى شروط الأمن والسلامة، نتيجة قدمها وتعرضها للتصدعات، حيث لم تعد هشاشتها تحتمل أي حادثة طبيعية على غرار الزلازل والفيضانات والرياح لتحولها إلى ردوم فوق رؤوس سكانها في لمحة بصر.يواجه 30 فردا مأساة حقيقية داخل عمارة قديمة متصدعة الجدران، تحمل في ثناياها أقسى معاني البؤس والشقاء التي تكابدها العائلات إلى يومنا، فلم تشفع قساوة الطبيعة من تحويلها إلى ما يشبه بالمباني المهجورة لكثرة تصدعاتها، حيث بُنيت خلال الفترات الأولى للتواجد الاستعماري ما بين 1880 إلى 1890، ولانعدام الأساس بها لم تتمكن من الصمود أكثر أمام الهزات الأرضية المتتالية، حيث كان لزلزال بومرداس 2003 الأثر الكبير على تصدعاتها لتصنف وقتها ضمن الخانة الحمراء وجب إخلائها، خاصة بعد تضررها من التهديم الذي طال العمارة الملتصقة بها، أين عرفت انهيار أجزاء من الأسقف، في حين انخفض مستوى أرضيتها، لكن لم تشأ الأقدار ليرحل قاطنوها بل لا تزال معاناتهم مستمرة، ف6 عائلات أجبرتها الظروف على تقاسم شقة واحدة، علما أن كل عائلة تضم من 5 إلى 6 أفراد بمجموع 30 فردا يواجهون يوميا هاجس الموت تحت الأنقاض.
ويؤكد السكان أن تسربات مياه الأمطار لا تفارقهم طيلة موسم التساقط، أما أرضية البيوت فهي تتحرك يوميا بل منها ما تعرض للهبوط عن مستواها، ما يجعلها عرضة لتشكيل أي حفرة في حالة اهتزاز الأرض، وتساءل السكان كيف للسلطات ترحيل قاطني العمارات المتواجدة بالجنب منها تلك التي عرضت للهدم، في حين لا تزال عمارتهم التي قد تنهار في أية لحظة غير مبرمجة للترحيل رغم الوعود التي تلقوها من طرف مصالح البلدية والدائرة المتعاقبة على المقاطعة، وذكر هؤلاء الذين يعود تواجدهم بها إلى الحقبة الاستعمارية، أن الجهات المعنية قامت بتهيئة العمارة على شكل "بريكولاج" بعد زلزال بومرداس غير أنها ما فتئت أن عادت إلى حالتها القديمة أين تم تصنيفها مرة أخرى في الخانة الحمراء من طرف مختصين في المراقبة التقنية للبنايات في 2009 يفرض تفريغها من قاطنيها غير أن الأمور لا تزال على حالها إلى يومنا هذا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)