طوابير عند أطباء الأسنان للظفر بابتسامة "هوليوودية"

الابتسامة عنوان شخصيتك، هذا ما يقوله المهتمون بالإتيكيت، وهي جزء من العناصر التي يحكم بها عليك الآخرون على جمال وجهك أو غير ذلك، ليقر الباحثون في علم الاتصال أنها نوع من أنواع الاتصال غير اللفظي، ووجودها ضروري في العلاقات الاجتماعية، وطبيب الأسنان بيده شهادة أفضل ابتسامة.لا يخفى على أحد منا أن الابتسامة التي تحمل أسنانا جميلة تجعل صاحبها أكثر وسامة، وباعتبارها أول ملامح الوجه، فإن المواليد الجدد لا تفارق وجههم، إذ أن العلماء يعتقدون أننا ولدنا ولنا القدرة على الابتسام، لتكشف دراسة بحثية أن 69 بالمائة من الأشخاص يرون أن النساء المبتسمات أكثر جاذبية من اللواتي يملن إلى وضع قدر كبير من مساحيق التجميل، لنشهد مؤخرا أن طب الأسنان قد أخذ بعدا جماليا، إضافة للجانب الصحي، لنبدأ جولتنا عبر عدد من المراكز الصحية العمومية والعيادات الخاصة، لتقتصر المهمة الأولى على توفير خدمة صحية للمريض، في حين عزمت الثانية على ضرب عصفورين بحجر واحد، وتجعل خدمة الجانب الجمالي مرافقة للجانب الصحي، وتعتبرها من أساسياتها.اتجهنا إلى المركز الصحي العمومي بالعاشور ناحية بلدية درارية، وجلسنا ننتظر دورنا عند طبيب الأسنان، لم يكن عدد المرضى كبيرا، نظرا لمحدودية الخدمات التي تقدم على مستوى المركز، فهي تقتصر على اقتلاع الضرس ومعالجتها ببعض الإمكانيات المتوفرة لديهم، ليتم توجيه المريض إلى العيادة الخاصة، من قبل الطبيب نفسه في حالة ما إذا كانت الحالة المرضية أكبر من إمكانياتهم المادية، وسبب عزوف المواطنين عن المعالجة بهذه المراكز هو سوء تقديم الخدمة الصحية عموما، مع ندرة الإمكانيات المسهلة للعلاج، لنجد الأمر منتشرا بشكل فادح على مستوى طب الأسنان بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، فالاستفادة من موعد يجبر المريض من الالتزام بعدة إجراءات قانونية، ما يدعو المواطن للتوجه إلى العيادات الخاصة لربح الوقت، فألم الضرس لا تشفع لصاحبها، لتستقبل العيادات الخاصة بجراحة الأسنان عددا كبيرا من الوافدين إليها.أخذنا الفضول، أمس، لنجوب عددا من هذه العيادات بحجة ربط موعد، لكن المضيفات أكدن أن الأماكن محجوزة على آخرها خصوصا ما يتعلق بعمليات تقويم الأسنان، والتي لا تقل عن مبلغ 35 ألف دينار جزائري، لتسلمنا بعضهن رقم هاتف العيادة بغية الاتصال قبل المجيء وربط موعد، ولكننا تمكنا من الإلحاح على واحدة منهن للتحدث مع الطبيب شخصيا، بخصوص عملية تقويم الأسنان، ليسرد لنا الطبيب في سياق حديثه: ”لم تصبح الأسنان اليوم مجرد عضو في جسم الإنسان، كونها أخذت أبعادا أخرى، فتطور طب الأسنان عبر التاريخ تزامن مع كل التغيرات في حياة البشر وطموحاتهم على هذا الصعيد”، ليضيف بقوله: ”نستقبل في السنوات الأخيرة موجة كبيرة من الفتيات اللواتي يحلمن بابتسامة مشرقة، تشبه ابتسامة الممثلات الأمريكيات والفنانات الشرقيات، وتجدها تحدد شكل الأسنان التي تريد أن تكون بها، وكذلك الطلب على تبييض الأسنان يلقى حقه كذلك، لنوضح لمرضانا أن العملية ليست سهلة مثلما يتصورون، فالمنحى الذي تأخذه الابتسامة يكون وفق شكل الفك، لتكون أغلب الوافدات إلينا طالبات في المرحلة الثانوية والجامعية، كذلك الموظفات في الشركات ومناصب العمل التي تهتم بشكل موظفيها، كأن تكون المرأة إعلامية أو موظفة استقبال، وغيرها من المهن التي تقترب من فرض شكل خارجي جميل في السيرة الذاتية”.