الجزائر

طقوس على الأضرحة




طقوس على الأضرحة
بثّت "قناة الشروق" في يو الأحد (13 / 7 / 2014) في برنامجها "خط أحمر" تحقيقا تقشعرّ منه جلود الذين آمنوا، وترجف قلوبهم خشية أن ينتقم الله منا، وأن يُصيبنا بقارعة؛ لأن منكرا بهذا الحجم يرتكب في الجزائر ونحن عنه ساكتون؛ وبعضنا به راضون، وله داعون.كان عنوان ذلك التحقيق الرهيب هو "طقوس على الأضرحة"، وما كان الذي رأيناه وسمعناه إلا زورا من القول ومنكرا من القول، حيث رأينا أناسي - ذُكرانا وإناثا- وسمعناهم يأتون أفعالا ويقولون أقوالا هي أقرب إلى الشرك منها إلى الإيمان والإسلام.. رغم زعمهم أنهم مؤمنون بما أنزل الله - عز وجل- على رسوله - صلى الله عليه وسلم-، وصدق الله العظيم القائل: "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون".فهذه شموع توقد، وهذه طلاسم توزّع مقابل دراهم على المغفّلين والمغفّلات، وهذه "زردات، تقام عند أضرحة - زعموا أنها لأولياء (!)، وهذا طوافٌ حول تلك الأضرحة، يذكرك بما كان يفعله المشركون حول الكعبة من "مكاء وتصدية"، وهذا رقص خليع، وهذا اختلاط.. وباختصار فإن أولئك القوم الذين استحوذ عليهم الشيطان لم يتركوا فعلا من أفعال الجاهلية إلا فعلوه.. وقد زعموا أنهم يفعلون ذلك باسم "الدين". ولكن أي دين؟إن كان المقصود هو الدين الإسلامي؛ فو اللّه الذي خلق الحَبَّ والأَبَّ وكلّ ما ومن يدبّ ما في ما رأيناه وسمعناه مثقال ذرة يصحّ نسبته إلى الإسلام، دين التوحيد، ودين العقل، ودين الطّهر، ودين الكرامة، ودين العفة.. والسؤال الكبير هو كيف تسمح هذه الدولة - التي تدّعي أن دينها هو الإسلام - بهذه المنكرات؟لقد رأينا وجوها عليها غبرة يبيع أصحابها أحزمة لنساء حتّى لا تسقط أجنّتهنّ، ولكي يحملن.. ورأينا فتيات يطلبن من صاحب الضريح أن ييسّر لهن الحصول على زوج، أو عمل، أو نجاح في امتحان.. وشاهدنا من يشوي اللحم عند ضريح ويبيعه للناس موهما إياهم أنه يشفي من كل داء، ببركة "سيدي..."لقد أبلى المصحلون البلاء المبين في تطهير عقائد الجزائريين، وتصحيح عباداتهم، وتحرير عقولهم ونفوسهم من ذلك "الاستعمار الداخلي"، وهاهو هذا "الاستعمار الداخلي" ذو "السبعة أرواح" يعود، وقد ظننا أن "الوعي" و"العلم" لن يسمحا بعودته، ولكن الظن لا يغني من الحق شيئا.. إنني أدعو الإخوة أصحاب الزوايا من ذوي التدين السليم، والعلم الصحيح أن يتبرأوا من هذه المنكرات، ويحاربوها، وإلا فهم شركاء في إشاعة المنكرات، وأنهم يتاجرون بهذه الزوايا، ويعتبرون ما يرتكب فيها "سجلا تجاريا" يكسبون منه مالا هو "الّسحت".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)