الجزائر - A la une

صور الجنرال توفيق تنافس صور الفنانين ونجوم الكرة!




صور الجنرال توفيق تنافس صور الفنانين ونجوم الكرة!
حاول الجزائريون، عبثا، فهم ما وراء إحالة رئيس جهاز المخابرات الجنرال محمد مدين على التقاعد، واستنزفوا تفكيرهم وتخمينهم كغيرهم من ساسة "الدرجة الثالثة"، حول دوافع ما قام به الرئيس بوتفليقة وعمّا إذا كان هذا يدخل ضمن مساعي استعادة رُبع الرئيس الذي كان بحوزة الجيش، مثلما صرح به قبل عقد من الزمن، أم أن حسابات أخرى دفعته للقيام بهذه الخطوة التي لم يسبقه إليها أحد.موازاة مع هذه التساؤلات، شكّل إبعاد "الجنرال" مادة دسمة لشريحة أخرى من الجزائريين – ربما الفضول حرّكها أكثر من شيء آخر – صار كل همّها هو التدوير والبحث عن صور جديدة ل"توفيق" الذي لم تظهر له من قبل سوى صورتين، كانت وسائل الإعلام توظفهما في كل مرة تتحدث فيها عنه.لم تلق صور توفيق من قبل، اهتماما مثل الذي تلقاه الآن بعد عزله، فبالنسبة لكثيرين، يمكن الآن العثور على "صور جديدة" له، هو الذي تربع على عرش جهاز الاستخبارات طيلة 25 سنة كاملة، فالجميع يبحث عن ملامح أخرى ومواصفات ظلت مبهمة لرجل أشبه بشخصية خرافية بالكاد نستطيع أن نرسم لها صورة معيّنة في مخيلتنا، 25 سنة لم تتمكن فيها وسائل الإعلام بشقيها المرئي والمكتوب من التقاط سوى صورتين له، وكثرت التعليقات ذهابا وإيابا، والتحليلات نزولا وصعودا، ومع ذلك، تبدو المحاولات عقيمة لحد الآن باستثناء فيديو نشرته مؤخرات إحدى القنوات الخاصة، لتبقى هذه المجهودات الفضولية كبيرة كِبر التغيير الذي طرأ على الساحة.ومعروف أن توفيق تلقى تكوينه المبكر في معسكرات الاستخبارات السوفياتية، وأمام هذا لم يكن غريبا أن يسلك نفس تقاليد قادة المعسكر الشرقي في ذلك الوقت، حيث قضى 25 سنة على رأس الاستخبارات الجزائرية في دائرة مغلقة ومعتمة يكتنفها الغموض حول ملامحه، ولم يعرف الجزائريون لا شكله ولا طوله ولا لون عينيه، أمر كان طبيعيا خلال العشرية السوداء في تسعينيات القرن الماضي، لكنه استمر بعدها وصار تقليدا مرسّخا، وحتى بعد إحالته على المعاش لم يرفع الحجاب عنه، ما جعل الناشطين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي يبحثون عن أي سبق أو"سكوب" يتعلق ب "بورتريه" جديد له، وصار هوسهم بصوره أكثر من هوسهم بصور الفنانين ونجوم الكرة.وبالعودة للوراء، فإن رجال الجيش والمؤسسة العسكرية لطالما اختاروا الظهور بأسمائهم الثورية بدل الحقيقية، فالرئيس محمد بوخروبة فضل البقاء تحت اسم الثورة هواري بومدين حتى وفاته، ومحمد بوضياف كان يحب أن ينادى بسي الطيب الوطني، دون أن ننسى الرئيس الحالي بوتفليقة أوسي عبد القادر، لكن محمد مدين رفض الظهور حتى في الصور والشاشات. ومهما يكن، فإن وسائل الإعلام، ساهمت بشكل أو بآخر في رسم صورة غامضة عن توفيق وبالغت في ذلك، ما جعل فضول المهتمين بالبحث عن صوره كبيرا اليوم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)