الجزائر

صواريخ الصهاينة الخطر القادم من الشرق



انتقام جماعي لمئات العائلات
**
بدون سابق إنذار فقدت أكثر من 25 عائلة فلسطينية مصدر رزقها الوحيد بعد أن دمّرت الطائرات الإسرائيلية الحربية مصنعا لغسل السيارات بمدينة غزة.
ق.د/ وكالات
قصفت الطائرات الحربية التابعة للاحتلال الخميس الماضي مؤسسة سعيد المسحال الثقافية التي كانت تتوسط منطقة سكانية حيوية تتواجد قبالتها تلك المغسلة.
وألحقت صواريخ الإحتلال الضرر بنحو 80 من المغسلة ما تسبب بتوقف العمل فيها بشكل كامل.
ويشعر العاملون داخل تلك المغسلة الذين يبلغ عددهم 25 عاملا بحالة من الصدمة بعد أن فقدوا أعمالهم التي كانت تعينهم في إعالة عائلاتهم بشكل كامل.
ويتخوف هؤلاء على مصير عائلاتهم من الانهيار الاقتصادي في ظل ارتفاع نسب البطالة وشحّ فرص العمل في قطاع غزة.
ويقول العامل محمد كلوب (22 عاماً) إن عمله في المغسلة كان يشكّل مصدر رزقه الأساسي.
ويعيل كلوب كما قال لمراسلة الأناضول من راتبه الذي يتقاضاه من المغسلة 10 أفراد من عائلته.
وبالكاد كان يوفّر كلوب احتياجات أسرته الأساسية من طعام وشراب.
وباتت الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لكلوب بعد فقدانه لعمله خاصة أنه لا يحترف إلا تلك المهنة.
بدوره يرى العامل أنور حشيشو الحياة بعد تدمير المغسلة سوداء كئيبة .
ويقول: كنا يوميا نعمل في المغسلة بدون إجازات من الساعة السابعة صباحا وحتّى التاسعة مساءً .
ويضيف أن الحياة بعد تدمير المغسلة تغيّرت تماما حيث تحوّلت من العمل المتواصل إلى الجلوس القهري بين الركام الذي خلّفته صواريخ الإحتلال..
ويبيّن أنور أن منزله الواقع في ذات العمارة (مكونة من 5 طوابق) التي تضم المغسلة تعرض لأضرار كبيرة بسبب قصف مؤسسة سعيد المسحال الثقافية .
ويوضح أن جميع سكان العمارة غادروها بعد تعرضها للضرر الكبير جرّاء ذلك القصف.
ويبيّن أنور أن قصف مؤسسة المسحال الثقافية كان أمرا غير متوقع خاصة أنها مؤسسة تنظّم فعاليات ثقافية وفنية وترفيهية .
وتخلو اليوم جيوب عمال المغسلة من النقود أمام حجم الطلبات العائلية سيما وأن عيد الأضحى والعام الدراسي الجديد يدقّان الأبواب.
من جانبه يقول أشرف حشيشو (42 عاما) أحد الشركاء أصحاب مغسلة السيارات لوكالة الأناضول إن المغسلة كانت تعيل أفراد عائلته وعوائل إخوته الذين يعيشون في ذات العمارة المتضررة من القصف الأخير .
ويعجز أشرف عن التعبير لوصف شعوره الذي استملكه لحظة قصف مؤسسة المسحال قائلاً: كأن زلزال ضرب هذه المنطقة يوم الخميس الماضي .
ولا زال يشعر بالصدمة كلما نظر إلى مقر مغسلته ورأها مدمّرة غير صالحة للعمل.
وذكر أن الأوضاع الاقتصادية للعامل الذي كانوا يعملون في مغسلته انهارت خاصة مع اقتراب حلول العيد وبداية العام الدراسي حيث كان يعيل كل عامل أسرة مكوّنه من 7-10 أفراد.
ويتابع: لا أدري كيف سنتمكن من توفير احتياجات عوائلنا في هذه الفترة الصعبة .
وخلال الأيام الأربعة الماضية شعر أشرف بتغير كبير استجد على حياته لكنه تغيّر نحو الأسوأ.
ويستكمل قائلاً: كنت في السابق دائما أحمل النقود في جيبي وألبي جميع حاجيات أسرتي لكن اليوم جيوبي فارغة تماماً .
وتبلغ قيمة الخسائر التي تكبدها أشرف جرّاء تدمير مغسلته حوالي 6-7 آلاف دولار أمريكي.
وما يزيد من معاناة الرجل أن منزله الواقع في ذات العمارة تضرر بشكل كبير جرّاء استهداف مؤسسة المسحال.
ويبيّن أن الأثاث المنزلي إضافة إلى النوافذ والأبواب كلّها تعرضّت للضرر الكبير ولا يمكن إصلاحها.
ولفت إلى أن غالبية سكان المنطقة المحيطة ب مؤسسة سعيد المسحال الثقافية تعرّضوا لأضرار لا تقل وجعا عن الأضرار التي أصابته.
ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية جرّاء استمرار الحصار المفروض لأكثر من (11 عاما).
ووفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي) لعام 2017 يعاني نحو 53 بالمائة من سكان غزة الفقر فيما قالت الأمم المتحدة العام الماضي إن 80 بالمائة يتلقون مساعدات إنسانية عاجلة.
وتفرض دولة الاحتلال حصارا بريا وبحريا على قطاع غزة منذ فوز حركة حماس بالانتخابات البرلمانية عام 2006 وشددته عقب سيطرة الحركة على القطاع كليا عام 2007.
_تقرير حقوقي: القصف حرم 32 ألف مواطن من مياه الشرب
في السياق استعرض تقرير حقوقي الآثار التي سببتها الغارات الأخيرة على قطاع غزة والتي طالت منشآت ومرافق حيوية لا غنى عنها لحياة السكان ومن ضمنها قصف آبار مياه تغذي منازل سكنية في منطقتين يبلغ مجموع سكانهما حوالي 32 ألف نسمة.
وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان في تقرير أصدره حول آثار قصف الإحتلال الأخير على غزة إنه أدى إلى تدمير مصادر ومرافق مياه الشرب والصرف الصحي.
وفي استعراضه لتلك الهجمات قال إنها لطائرات اربية دمرت قسم المياه والصرف الصحي التابع لبلدية المغراقة وسط القطاع والمكون من مرافق حيوية تتضمن خزان مياه معلق.
وأشار التقرير إلى أن القصف طال أيضا مبنى البلدية القديم بشكل كامل والذي يستخدم من قبل قسم المياه والصيانة في متابعة أعمال الصيانة والتشغيل لشبكات الصرف الصحي وتدمير كامل لأثاث المبنى.
وأوضح كذلك أن عمليات قصف الإحتلال طالت المولد الكهربائي وخزان الوقود ودمر ثلاث مركبات تابعة للبلدية وأدوات ومستلزمات وقطع غيار لسيارات بالإضافة إلى إلحاقه أضراراً في المنازل السكنية المحيطة.
وأشارت معلومات المركز الى أن قصف المرفق الرئيس للمياه أدى إلى توقف عمليات ضخ المياه وحرمان 11 500 نسمة وهم عدد سكان القرية من الحصول على المياه الصالحة للشرب.
وحسب التقرير فإن تلك العملية أدت إلى وصول المياه للسكان لمدة ثلاث ساعات مقابل 98 ساعة قطع. وبين التقرير أيضا أن الطائرات الحربية قصفت بصاروخين بئر مياه منطقة العطاطرة الواقع شمال قطاع غزة حيث تسبب القصف في تدمير البئر بشكل كامل كما تعرضت جميع المحتويات الخاصة بالبئر من شبكة مياه وعدادات كهرباء إلى التلف.
وأوضح التقرير الحقوقي أن ذلك البئر يغذي حوالي 20 ألف نسمة بمياه الاستخدام المنزلي في كل من منطقة العطاطرة والسلاطين والقرعة الخامسة والسيفا في المدينة نفسها.
وأعرب مركز الميزان لحقوق الإنسان عن استنكاره الشديد للهجمات الحربية مؤكدا أنها تحمل مخالفات جسيمة ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني ترقى لمستوى جرائم الحرب
وأكد أن ممارسات قوات الاحتلال تنتهك أبرز مواد اتفاقية جنيف الرابعة ولاسيما نص المادة (53) من اتفاقية جنيف التي تحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات أو بالدولة أو السلطات العامة أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية.
وطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بالتدخل لإلزام قوات الاحتلال ا باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وإجبار الاحتلال على التوقف عن استهداف المنشآت الحيوية وغيرها من المنشآت.
يشار إلى أن سكان قطاع غزة يعانون بسبب سياسة الحصار من نقص حاد في المياه الصالحة للاستخدام البشري حيث ترتفع نسبة تلوث المياه الجوفية لأكثر من 90 .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)