الجزائر - A la une

"صنع في تركيا" يزحزح العلامة الصينية في السوق الجزائرية




“صنع في تركيا”.. علامة أصبحت تخطف الأضواء في الجزائر، حيث تستقطب الزبائن من مختلف الأعمار بعد أن نجحت عاصمة الدولة العثمانية في الترويج لمنتجاتها ومنافستها القوية لنظيرتها الصينية المعروفة بضعف الجودة، وهو ما وقفنا عليه من خلال زيارتنا لمعرض “الجزائر فاشين”، في طبعته الخامسة بقصر المعارض الصنوبر البحري في العاصمة، الذي انطلق الخميس الماضي، ويختتم اليوم.لا يختلف اثنان على أن بلد أردوغان، وبعد أن نجح في ترويج الدراما والمسلسلات التركية التي أبهرت متابعيها، ها هو يروّج للألبسة والأحذية التركية التي ليست جديدة على الجزائريين، بحكم أننا عرفناها مطلع سنوات التسعينيات مع رواج تجارة “الكابة”، لكن ليس بنفس الدرجة التي هي عليها الآن، حيث يحرص تجار ورجال أعمال أتراك على ربط علاقات تجارية مع نظرائهم الجزائريين، لغزو الأسواق الوطنية، من خلال الاحتكاك بهم بقصر المعارض الذي يعرف مشاركة 31 مؤسسة تجارية تركية.سّر جودة المنتوج التركيولعل ما يميز الألبسة التركية أنها تحاكي الجودة الأوروبية التي نجدها في المحلات الراقية في العاصمة، ومختلف المدن الجزائرية، وهو أهم عامل لرواج المنتجات التركية، حسب العارضين.ونحن نجول بأجنحة المعرض في أول يوم من افتتاحه، كان الزبائن يتوافدون منذ الساعات الأولى على تلك الخاصة بالألبسة النسوية وألبسة الأطفال، رغم أن البيع كان بالجملة. فهدف التجار الأتراك كان بالدرجة الأولى ربط علاقات شراكة مع رجال أعمال وتجار جزائريين.ولرصد مسار تجار عاصمة الدولة العثمانية قبل الوصول إلى جيوب الزبائن الجزائريين، اقتربنا من التاجر عمر الفاروق أرتيس، وهو “مناجير” مؤسسة تجارية مختصة في صناعة الألبسة النسوية، حيث أخبرنا عن مشاركته الأولى في هذا المعرض وتجربته في السوق الجزائرية.يقول عمر الفاروق: “تربطنا علاقة تجارية بالجزائر منذ 15 سنة، حيث تعرفنا طوال هذه الفترة على أذواق الزبون الجزائري الميالة لكل ما هو أوروبي، فهو يفضل اقتناء كل ما هو جيد وبأسعار معقولة، ولذلك نعمل على توسيع نشاطنا التجاري في هذا البلد”. أما عن سّر اختياره “البزنسة” في الجزائر، فذكر المناجير أرتيس أن الزبائن الجزائريين متفتحون ويحبون مواكبة الموضة”.وغير بعيد عن هذا الجناح، كان جناح آخر يعرض الأوشحة والحقائب مكتظا بالجنس اللطيف، سيدات أعجبن كثيرا بتصاميم العارضين يوسف سيفر وداوود دورسون، هذان الأخيران أخذا يشرحان لهن طبيعة المواد الأولية المصنوعة منها منتجاتهم، كقماش الحرير بالنسبة للأوشحة مثلا.يقول مصمم الألبسة النسوية يوسف سيفر: “بحكم مشاركتنا الثانية في المعرض، استطعنا الاحتكاك بالزبون الجزائري الميال للمنتجات الأوروبية، ما جعلنا نحرص على نوعية وجودة ما نصدره للجزائر”. وبخصوص منافسة المنتجات التركية لنظيرتها الصينية، أردف محدثنا قائلا: “لا مجال للحديث عن المنافسة بين البلدين، فتركيا تصدر للجزائر بين 300 و400 حاوية سنويا من مختلف منتجاتها ذات الجودة والنوعية، أما المنتوج الصيني فهو مضر بصحة المستهلك على حد علمي”.حريم السلطان في الجزائربالمقابل، سحر حريم السلطان التركي الجزائريين الذين تابعوا أحداثه المثيرة، وعشقوا الألبسة الفاخرة “لسلطانات” القصر العثماني، المعروضة بأحد الأجنحة، حيث أبهرت شركة “جازلين” المختصة في صناعة هذا النوع من الألبسة والمعروفة في العاصمة اسطنبول الزبائن بمنتجاتها. ويقول صاحب الشركة، السيد أوغلو، إنهم مهتمون جدا بالترويج لألبسة حريم السلطان في الجزائر، والمصنوعة من أقمشة تركية، وأخرى يتم استيرادها من كوريا وهونغ كونغ. وعن استقطاب ألبسة حريم السلطان للجزائريات، ذكر رجل الأعمال أنه يعتمد فيها على قماش الحرير والطرز، وطبعا التصميم الجيد.مواد التجميل هي الأخرى كانت حاضرة بقوة في المعرض، حيث جلبت عددا كبيرا من النساء اللواتي تهافتن على المواد الخاصة بتبييض البشرة، خاصة بجناح مؤسسة أسرار الجمال السورية التي شاركت بدعوة من شركة تركية، حسب صاحبها السيد عبد الله الأسود المقيم بالجزائر. يقول هذا الأخير إن “الشركة الموجودة منذ 1979 حرصت على دراسة أذواق المرأة الجزائرية، فمنتجاتها تعتمد على الأعشاب الطبية، وهي إذا لم تنفع لن تضر”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)