الجزائر - A la une

صلاة التراويح.. موعد رسمي مع القرآن تتزين له المساجد


صلاة التراويح.. موعد رسمي مع القرآن تتزين له المساجد
تدخل معظم مساجد ولاية باتنة، قبيل حلول شهر رمضان، حالة استنفار قصوى تحضيرا لصلاة التراويح، لما لها من مكانة كبيرة لدى المواطنين في الولاية من النساء والرجال الذين يحجون إلى مختلف المساجد بعد الافطار، كي يشهدوا صلاة “الشفع“ كما تعرف محليا ويتحفون أسماعهم بآيات الذكر الحكيم.أصبحت تحضيرات القائمين على المساجد تتعدى حدود تنظيفها وتعطيرها بالمسك وأعواد العنبر وتخصيص مساحات إضافية للصلاة في أفنيتها، إلى انتداب مقرئين متطوعين أغلبهم شبان على دراية بأحكام الترتيل والتجويد كي يؤموا الناس في صلاة التراويح بعد استصدار رخصة من مديرية الشؤون الدينية، لما اكتسبه المصلون خلال السنوات الأخيرة من ثقافة واسعة في الاستماع إلى القرآن، جعلتهم يبدون إعجابهم ببعض المقرئين وينتقدون بعضهم، وهو ما يرجعه الأئمة إلى انتشار الفضائيات الدينية وبروز جيل جديد من الشباب الحائز على إجازات في القراءة بمختلف الروايات، بعد أن كان ترتيل القرآن مقتصرا على أسلوب حلقات الذكر في الزوايا والأوراد اليومية عند الطرق الصوفية، فتشهد بعض المساجد إعمارا غير مسبوق برواد التراويح الذين تنسجم أسماعهم مع أصوات المقرئين الشبان القادمين من داخل الولاية وخارجها، سيما من منطقة بوسعادة والجنوب الجزائري عامة.وعادة ما يتكفل سكان الأحياء القريبة من المساجد بإفطار المقرئين ويتنافسون في ذلك، وتقدم كل أسرة تستضيف الإمام أطيب المأكولات في أقصى درجات الكرم، الذي يعبر عن مكانة حامل القرآن لدى سكان باتنة، وما إن يشرف الشهر الفضيل على الانقضاء حتى يجمع مبلغ من تبرعات المصلين يقدم كإكرامية للمقرىء الشاب تشجيعا له على الاحتفاء بكتاب الله وعلى القدوم إلى ذات المسجد رمضان القادم.ويعتبر مسجد أول نوفمبر بباتنة المقصد الأول للمصلين من مختلف الأحياء، بعد أن كان مسجد خالد بن الوليد بحي كشيدة رائدا في التروايح بباتنة دون منازع، فالصوت الشجي الجهور والغنة المؤثرة للإمام “شكيب سعيدي” استمالت المصلين حتى من خارج مدينة باتنة وجعلت المسجد يضيق بمرتاديه بعد صلاة المغرب مباشرة، ما أدى إلى استغلال الشوارع المحاذية له لغرض الصلاة. ولايزال الشيخ “شكيب “ يستقطب آلاف المصلين بعد تحويله إلى مسجد أول نوفمبر.فيما وجد محترفو حراسة السيارات تحت مسمى “الباركينغ” فرصة مواتية للربح، حيث يتسابقون لاحتكار الشوارع المحاذية للمساجد التي تشهد حركة دؤوبة بالمصلين بعد صلاة المغرب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)