صحافيون وأكاديميون يجمعون على أهمية التكوين وضبط أخلاقيات المهنة

نظم قسم علوم الإعلام والاتصال بكلية العلوم الإنسانية جامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس، يوما دراسيا حول الإعلام المتخصص في الجزائر واقعه وآفاقه، بمشاركة نخبة من ممثلي وسائل الإعلام بالإضافة إلى أساتذة جامعيين وأكاديميين من مختلف الجامعات، حيث ناقش المشاركون إشكالية واقع الإعلام المتخصص في الجزائر وسبل النهوض به في محاور تنوعت بين الإطار المفاهيمي للإعلام المتخصص ومتطلباته، نماذج من الإعلام المتخصص في الجزائر كالإعلام الرياضي، الديني والثقافي، الصحفي المتخصص، الإعلام المتخصص والتكوين الأكاديمي في الجامعة، والإعلام المتخصص والتشريعات الإعلامية في الجزائر.أجمع المشاركون على أهمية الإعلام النوعي أو الإعلام المتخصص الذي يمتلك العديد من المقومات التي تجعله يختلف عن الإعلام العام، فضلا عن متطلباته المتمثلة في الرسالة الإعلامية المتخصصة والكادر الإعلامي وكذا الجمهور، وبالحديث عن التجربة الجزائرية، أقر المتدخلون أن الإعلام المتخصص غير مواكب للتطورات الحاصلة في هذا النمط من الإعلام مقارنة بدول عربية وأجنبية على الرغم من توفر الساحة الإعلامية على عديد القنوات، الإذاعات والجرائد خاصة بعد فتح السمعي البصري على القطاع الخاص.وقد استهل اليوم الدراسي بعرض تقرير مصور عن الإعلام المتخصص في الجزائر من تقديم صحفي قناة «دزاير تيفي» محمد برغل، تلته مجموعة كبيرة من المداخلات لعدد من الصحافيين، حيث كانت البداية مع صحفي إذاعة سيدي بلعباس الجهوية محمد قناني، الذي تطرق لموضوع إنتاج البرامج المتخصصة في الإذاعات المحلية، حيث أكد على ضرورة التركيز على الموضوع والبساطة في الطرح مع الاختيار الدقيق للغة المستعملة وطرق تسيير الحوار.أما أسماء صحرواي مراسلة جريدة «الشروق»، فقد تحدثت عن الفضائيات المتخصصة في الطبخ بين المحاكاة والاستعراض، مؤكدة ضرورة التمسك بالتقاليد والطبخ الجزائري الأصيل، هذا وتطرق الطاهر شراد رئيس تحرير الأخبار بالإذاعة المحلية إلى موضوع الإعلام الإخباري في الإذاعات المحلية، أين قال بأن المنتوج الإخباري تفوق نسبه الخمسين بالمائة من المنتوج الإذاعي عموما.وقام كل من الصحفي بقنوات الكأس الرياضية القطرية طارق بوفليح، والصحفي حسين بوصالح، من قنوات «باين سبورت» بعرض تجربتهما في مجال الإعلام الرياضي في مداخلتين الأولى بعنوان الصحفي الرياضي بين البحث عن المعلومة وإرضاء الجمهور والثانية بعنوان تغطية التظاهرات الرياضية في الإعلام التلفزيوني الجزائري والعربي.أما مداخلات الأكاديميين فتمثلت في مداخلة الأستاذة حاج أحمد كريمة حول دور الإعلام المتخصص في تفعيل الرأي العام، والأستاذة لقرع أمينة حول واقع الخطاب الديني وبرامج الإفتاء في القنوات الفضائية، ومن جهته الأستاذ محمد غزالي من جامعة سطيف تحدث عن الإعلام المتخصص ودوره في التوعية الأمنية،ليقوم بعدها الأستاذ عشاش نورين بإلقاء مداخلة حول مساهمة الإعلام المتخصص في التنمية المحلية، ومداخلة أخرى حول دور الإعلام السياحي في دعم الإقتصاد من تقديم الأستاذ بلحميتي محمد.وقد خلص اليوم الدراسي بتوصيات عديدة أهمها التركيز على التكوين لخلق إعلام متخصص هادف يرقى لمستوى تطلعات الجمهور، مع وجوب تدريس الإعلام على يد أكاديميين متخصصين وإشراك متواصل للمؤسسات الإعلامية والعودة لأخلاقيات المهنة لضبط كل الممارسات.