الجزائر

"صباح" في البيت.. "نورية" في الحقل!





بداية موسم دراسي لا توحي بأي تحسّن في المستوى العام لتلامذتنا، وأساتذتنا، ومسؤولي التربية في بلادنا.. هذا هو الانطباع الذي خرج به كل الذين تابعوا ضربة البداية، وكانوا قد ذهلوا في نهاية الموسم الماضي لسقوط القطاع، وكثير من الوزارات بهزيمة قاسية عبر الغش الإلكتروني.هل من حق أستاذة تعليم ابتدائي أن تفتح جهازا إلكترونيا- تعاقب دولة هولندا أي أستاذ يُدخله إلى القسم بالفصل النهائي- وتُصوّر تلاميذ في عمر البراءة، اكتشفوا فجأة أن الدرس صار يُقدّم، ومعلمتهم تضعهم خلف ظهرها، وليس أمام ناظرها، لتسافر بصورهم الحقيقية البريئة، إلى عالمها الخيالي؟وهل من حق وزيرة التربية والتعليم، أن تنسى كل الملفات الملتهبة التي قد تحرق آخر أوراق التعليم، ومعها القيم والهوية التي مازالت مرفوفة في ركن بعيد، من مكتبة قديمة، أسّسها رائد النهضة الجزائرية الشيخ عبد الحميد بن باديس؟أسئلة تبدو من دون إجابة، عندما نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ونكتشف أن المواطنين أيضا، نسوا كل مشاكلهم، وراحوا يفسرون حادثة تصوير الآنسة صباح لتلامذتها، وردّ فعل السيدة نورية، بين متضامن مع الآنسة كما حدث مع لاعبي الكرة ومع رياضي العشاري بورعدة، وباحث عن أعذار للسيدة، في معركة حامية وصلت في بعض جبهاتها إلى مستنقع لا تربية فيه ولا تعليم.كل الجدل الذي حدث حول قضية الأستاذة والوزيرة، الذي يكاد يشبه "شجار النسوان" أو "دار سبيطار" في سلسلة الحريق للراحل محمد ذيب، أبان بأن الرأي العام، تجرّه الإثارة. والطبقة المجهرية- حتى نكون متفائلين- تفضل دائما أن تدسّ رأسها في التراب، ولا تأخذ بيد الأمة إلى برّ الأمان أو على الأقل تحاول بأضعف الإيمان.الذين قالوا إن الأستاذة صباح تدافع عن اللغة العربية والقيم الإسلامية، وعملوا ما يشبه الجبهة من حولها ومن خلفها، لم يشرحوا لنا إلى حد الآن، لمَ انهار التعليم في الجزائر، حتى صار الذين يكتبون جملة سليمة باللغة العربية، ومنهم للأسف أساتذة لغة عربية، يعدّون على أصابع اليد الواحدة، ولا عن انهيار الأخلاق، في بلد تعجز جرائده عن نقل نسبة مئوية صغيرة، من جرائم الشرف وضياع التلاميذ في مستنقع الرذيلة، الذين قالوا إن الوزيرة تدافع عن القانون، وتريد أن تزرع الصرامة، لم يشرحوا لنا لمَ عجزت وزارتها عن إنقاذ شهادة البكالوريا من الفضائح، ولمَ تبحث هذه السيدة عن نماذج غربية وأحيانا غريبة لتعليم أبنائنا؟تعوّد التلميذ الجزائري على أن يتعرف على نماذج دراسية تشغله وتبني مساره التعليمي من زمن "مالك" و"زينة"، و"زمن الرياضيات والعربية والفرنسية" الجميل، فكانت ملامح مدرسة علمية وتربوية، أخذت من الزرع الباديسي، وأيضا من الزرع الغربي، وعندما صار للعربية وللتربية الإسلامية مُنظّرون وللفرنسية منظّرون لا يفقهون من العلم شيئا، تبخّر كل شيء، وبقيت الثرثرة وحدها. ودرس هذا الموسم، هو "صباح" في البيت و"نورية" في الحقل؟
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)