صاحب "اللاز" يغيب عن بيته وانتقادات حادة للربيع العربي

الطاهر وطار الذي عرف كمثقف ملتزم بالدفاع عن الأفكار والقضايا التي يرى نفسه ملزما بها غاب عن الطبعة الثانية للملتقى الذي يحمل اسمه والذي خصص للحديث عن المثقف وقضايا الأمة، وتحول الملتقى إلى "انتقاد للربيع العربي"، وما خلفته الانتفاضات التي شملت أكثر من بلد من دمار وخراب في الأوطان.انتقد الحاضرون في الملتقى الدولي الثاني للطاهر وطار الذي احتضنته أمس المكتبة الوطنية مجريات الربيع العربي وما آلت إليه أوضاع الدول العربية وخاصة فيما تعلق بتراجع دور المثقف في المجتمع. شبه رئيس الجاحظية محمد تين ما يجري في بعض الأقطار العربية بما عاشه العالم العربي بعد اتفاقية "سايكس بيكو" التي قسمت العالم العربي إلى مناطق نفوذ للقوى العالمية، منتقدا في ذات الوقت تراجع دور المثقف في المجتمع وتخلي النخب عن الخطوط الأمامية للأمة، داعيا في ذات الوقت المثقفين إلى الانخراط في هموم مجتمعاتهم واستعادة أدوارهم الريادية. في السياق ذاته، اعتبر عبد الله بوخلخال، مدير الجامعة الإسلامية بقسنطينة ما يحدث حاليا في الدول العربية امتداد لمخطط غربي بدأ في السبعينات من القرن الماضي بعد الهزيمة العربية في حرب 1973، متسائلا عن الدور الغربي العبري في تصفية الزعماء العرب الذين كانوا حجر عثرة في وجه تلك المخططات أمثال هواري بومدين والملك فيصل والسادات، وصولا إلى تصفية القذافي، مضيفا أن الفوضى الخلاقة تزحف من قطر إلى آخر وتدمر الدول تباعا، داعيا المثقفين والمفكرين إلى الأخذ بأدوارهم في فهم وتحليل الظواهر التي تشهدها مجتمعاتهم. غير بعيد عن طرح عبد الله بوخلخال، اعتبر نجيب العوفي من المغرب أن الثورات التي عرفتها الأقطار العربية بداية الألفية ميزتها الشعبوية وقادها شباب ميزتهم الأساسية الانقطاع عن الجيل السابق، واصفا إياه "بالجيل بلا ذاكرة"، في السياق ذاته أضاف العوفي أن المثقفين العرب اليوم ملزمون بالالتفاف على مشروع ثقافي تنويري لمجابهة ظاهرة "داعش" التي عادت بالعالم العربي إلى عصور الجاهلية الأولى على مشارف الألفية الثالثة.