الجزائر

شكوك حول تخفيض إنتاج النفط خلال اجتماع فيينا



نقلت وكالة بلومبرج ، أمس، عن وزير الطاقة السعودي، قوله إن "من السابق لأوانه القول إن كانت أوبك وحلفاؤها سيخفضون إنتاج النفط نظرا لعدم الاتفاق بعد على بنود اتفاق".وتأتي تصريحات الوزير خالد الفالح بينما تعمل أوبك وحلفاؤها للتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع على خفض الإنتاج بما لا يقل عن 1.3 مليون برميل يوميا حسبما نقلت وكالة رويترز عن مصادر لها. وأضافت المصادر أن المقاومة الروسية لإجراء خفض كبير هي العقبة الرئيسية حتى الآن.
وأبلغ الفالح بلومبرج أنه "يرى سوقا متخمة بالمعروض لكنه شدد على ضرورة اتفاق جميع أعضاء أوبك والمنتجين المتحالفين معهم من أجل المضي قدما في إجراء خفض".
ويتوقع الخبير الاقتصادي والأستاذ الاقتصاد بجامعة ورقلة، ناصر سليمان، أن يكون الاجتماع القادم بفيينا الأصعب لمنظمة "أوبك" والمنتجين الآخرين لعدة أسباب، من بينها "انسحاب قطر الذي سيكون له تأثيرا معنويا".
في هذا الشأن، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أمس، إن منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجي نفط كبارا آخرين سيبحثون اليوم الأربعاء قرار قطر بالانسحاب من المنظمة، فيما أحجم عن التعليق بشأن تخفيضات إنتاج محتملة.
وقال الخبير الاقتصادي ناصر سليمان، في تصريح ل " الجزائر الجديدة " إن إعلان قطر عن الانسحاب من المنظمة ابتداء من 2019، وبعد عضوية فيها دامت 57 عاما، لن يؤثر ماديا على الاجتماع القادم لمنظمة " أوبك " لأن إنتاج قطر من النفط لا يزيد عن 630 ألف برميل يوميا، أي أنها لاعب صغير وغير مؤثر" مشيرا إلى أن "انسحابها سيكون معنويا خاصة بعد اتساع رقعة المنسحبين من المنظمة في السنوات الأخيرة الماضية على غرار أندونيسا التي جمدت عضويته في المنظمة وأيضا روسيا".
وحسب الخبير فإن "انسحاب قطر من المنظمة بمبرر التركيز على إنتاج الغاز، باعتبار أنها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وتنتج لوحدها حوالي ثلث الإنتاج العالمي منه، سيفتح الشهية لنفس الفعل بالنسبة لدول أخرى".
ومن العوامل التي ستجعل الاجتماع القادم للمنظمة صعبا، وفق الخبير الاقتصادي ، ان اجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول وبعض المستقلين من خارجها سينعقد في ظروف استثنائية، فقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ستخيم بقوة على هذا الاجتماع وأيضا انسحاب قطر من المنظمة، إضافة إلى ذلك الضغوطات والتهديدات التي يمارسها الرئيس الأمريكي ترامب على السعودية لرفع الإنتاج. ويمكن التأكيد في هذا السياق على أن السبب الخفي وراء انسحاب قطر، هو التذمر من الأضرار التي ألحقتها السعودية بالمنظمة خاصة في الآونة الأخيرة بعد خضوعها لابتزازات ترامب ". مضيفا أن "المملكة العربية السعودية اليوم بين المطرقة والسندان".
وقل أستاذ الاقتصاد بجامعة ورقلة، إن "الدول العضوة في " أوبك " ستواجه صعوبات كبيرة في الضغط على السعودية لخفض الإنتاج بهد الرفع من أسعار النفط خلال المرحلة القادمة، فكل المؤشرات الحالية تدل على أنها رفعت الإنتاج وعوضت حصة إيران بعد العقوبات التي فرضت عليها وأيضا حصة فنزويلا وليبيا". مضيفا أن " قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بتركيا أجبر ولي العهد السعودي على تسريع زيارة وتيرة الإنتاج تحت ضغوطات الرئيس الأمريكي".
وأشار المتحدث إلى "صعوبة توقع النتائج الذي ستنبثق عن هذا الاجتماع" لكنه استطرد بان " السعودية بإمكانها التوجه نحو حل وسط، هو سحب الفائض الموجود في السوق، والاتفاق على إنتاج 600 ألف برميل يوميا بدل من 11 مليون برميل هو رقم قياسي لم تبلغه في وقت سابق".
وبخصوص أسعار النفط مستقبلا، أكد الخبير الاقتصادي أنه من الصعب التكهن بالنسبة التي سيصلها ثمن البرميل في الأسابيع القادمة إلا أن المؤشرات الحالية تؤكد أن الأسعار لن تشهد ارتفاع فالتغير الوحيد الذي ستشهده هو إما زيادة طفيفة أو انخفاضها أكثر لعدة أسباب أبزرها شركات الغاز الصخري العالمية التي تشكل اليوم خطر حقيقي أمام منظمة " أوبك " فهي لا تتقيد بأي اتفاق.
و ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 2 بالمائة، أمس الثلاثاء، مواصلة مكاسبها قبيل تخفيضات إنتاج متوقعة من أوبك.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 1.55 دولار بما يعادل 2.5 بالمائة إلى 63.24 دولار للبرميل. وزاد الخام الأمريكي الخفيف 1.25 دولار إلى 54.20 دولار.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)