شعب في الانتظار

أي نهضة في العالم لا تتم إلا إذا تم احترام الوقت فيها دون هذا لا حديث عن أي نهضة مهما بذل فيها من مال وجهد، بل ما يمكن أن يبذل دون احتساب للوقت يعد تبذيرا للمال والجهد، عندنا مع الأسف نتحدث عن إنشاء قاعدة صناعية وتطوير فلاحي وتنمية اقتصاد وكل هذا مرتبط طبعا بالوقت و الشيء الرئيسي الذي لا نخصص له وقت لمناقشته هو الوقت، وعلى سبيل المثال لا الحصر قطاراتنا رغم عصرنتها ما تزال تتأخر بالساعات والأمر نفسه متعلق بالطائرات وكل وسائل النقل، والنقل مرتبط كما هو معلوم بالاقتصاد، إداراتنا أبسط مثال أزلنا منها الكثير من الحواجز ولكن ما زلنا نهدر الوقت فيها لدرجة أن الكثير من المواطنين رغم التسهيلات التي فرضتها الدولة على الإدارات ما يزالون يجدون صعوبات حتى في استخراج شهادة الميلاد رقم 12 والحجة هي أن " الريزو معطل" والمواطن سينتظر كما ينتظر الناس في مصالح أخرى، ولو تتبعنا خطوات الأمم التي سبقتنا في الحضارة والتطور على جميع الأصعدة لوجدناها بنت نهضتها على احترام الوقت، أما نحن فشعب ما يزال ينتظر فأي مصلحة او مؤسسة تتعامل معها ستطلب منك الانتظار والوقت سلطان جائر ولن ينتظر ومن بقي ينتظر سيفوته الوقت وتفوته الحضارة ويفوته العصر وان كان الشغل لمليح "يطول" كما يقال فإنه عندنا " الشغل العادي" يطول اما " المليح" لا يتأخر فقط ولكنه لن يأتي ابدا، لذا نحن شعب كله في الانتظار منذ استقلاله .