الجزائر - A la une

شح العروض يدفع محترفي الخُضر إلى البقاء في أنديتهم



وجد جل لاعبي المنتخب الجزائري أنفسهم في أوضاع حرجة بخصوص تحديد مستقبلهم الكروي والبحث عن عروض أفضل مالياً و فنياً لإثراء سيرهم الذاتية بألقاب و بطولات محلية أو قارية.
وازدادت أوضاع اللاعبين حرجاً بعد الهزيمة المدوية التي تعرض لها المنتخب في مراكش أمام المغرب في تصفيات كاس أمم أفريقيا حيث تهاوت أسهمهم في السوق إلى الحضيض خاصة أن الكثير منهم وجهت إليهم أصابع الاتهام بالمسؤولية في تلك الخسارة.
وتسبب ذلك في شح العروض الأوروبية الجادة التي يأملها بوقرة وزملائه في القارة العجوز رغم أن إقصاء المنتخب الجزائري من نهايات أمم أفريقيا القادمة كان يفترض أن يكون عاملاً إيجابياً في ذلك على اعتبار أنهم سيكونون تحت تصرف أنديتهم الأوروبية خلال فترة إقامة النهائيات بين كانون الثاني وشباط في وقت أحجمت فيه عدة أندية عن التعاقد مع اللاعبين الأفارقة لهذا السبب لأن غيابهم يؤثر على نتائجها سلباً و يجبرها على انتداب لاعبين آخرين لسد الفراغ.
ويطرح هذا أكثر من علامة استفهام حول مستقبل اللاعبين الجزائريين في أوروبا ومدى قدرتهم على اللعب للأندية الكبيرة مثلما كان عليه الحال مع رابح ماجر أو موسى صايب وآخرين.
وفي ظل هذه الأوضاع فإن المحاربين مضطرين للاختيار بين التخلي عن فكرة تغيير الأجواء و الاستمرار مع أنديتهم على الأقل حتى الميركاتو الشتوي أو دراسة العروض القادمة من واحة الخليج السخية مالياً و المتواضعة فنياً مقارنة بأوروبا.
فالمدافع مجيد بوقرة لاعب غلاسغو رينجرز والذي عبر صراحة عن أمله في العودة إلى الدوري الانكليزي قبل عام من نهاية عقده للانضمام إلى إحدى الفرق المحترمة و ليس لفريق مثل تشارلتون يبدو انه سيضطر إلى إتمام عقده على الأقل من أجل ضمان المشاركة في دوري أبطال أوروبا بعدما أصبح يعرض عليه أندية سويسرية اضعف بكثير حتى من ناديه الحالي وقد يفاجئ الجميع و يعلن انضمامه إلى إحدى الدوريات الخليجية مثلما فعل قبل عام الظهير الأيسر نذير بلحاج.
أما لاعب الوسط حسان يبدة فيبدو أنه كتب عليه تغيير الأجواء مع نهاية كل موسم مع بقاء ملفه الإداري تحت تصرف نادي بنفيكا البرتغالي يتصرف فيه كيفا يشاء للاستفادة من إعارته التي أصبحت تتجدد كلما افتتح سوق اللاعبين فبعد بورتسموث جاء الدور على نابولي الذي لم تظهر إدارته رغبة جادة في الاحتفاظ به وأصبح خيار ثانياً لن تلجأ إليه إلا في حال فشلت في إيجاد اللاعب الذي تبحث عنه و الذي ربما يكون المغربي حسين خرجة الذي تأكد عدم تجديد إعارته في انتر ميلان.
و بالتأكيد فإن ذلك لن يكون إلا قبيل ساعات من إغلاق سوق الإنتقالات مما يجبره على قبول أي عرض رسمي متوفر أمامه و لو من فريق درجة ثانية خاصة بعدما نقلت أنباء عن اتصالات يجريها مع أندية فرنسية مما قد يفوت عليه فرصة خوض دوري أبطال أوروبا مع نابولي إذا لم يجدد إعارته أو يشتري عقده نهائيا من بنفيكا.
أما المهاجم رفيق جبور الذي ساهم بقسط وافر في منح ناديه اولمبياكوس لقبا جديداً في الدوري اليوناني إلا أن ذلك لم يشفع له أمام إدارته لتسارع إلى شراء عقده من ناديه أيك أثينا شأنه في ذلك شأن جمال عبدون الذي يتجه للبقاء مع ناديه كافالا موسما آخر بعدما تأكد له أن العروض الخاصة به لم تكن سوى كلام جرائد .
وبدوره متوسط الميدان كريم زياني الذي كان ضمن أقوى وأغلى الصفقات في صيفيّ 2007 و 2009 عندما انتقل من اولمبيك مرسيليا إلى بطل ألمانيا فولفسبورغ وجد نفسه معلقا ينتظر عرضاً رسمياً يقيه شر العودة إلى دكة البدلاء وتراجعت أسهمه كثيرا فلا كايزر سبور التركي عرض عليه تمديد إعارته ولا فولفسبورغ أبدى اهتمامه لإعادته إلى صفوفه أما عروض شتوتغارت وأتلتيكو مدريد فلم تكن سوى فرقعات إعلامية.
المهاجم كريم مطمور لاعب بروسيا مانشنغلادباخ و بعد موسم للنسيان لم يلعب خلاله إلا نادراً وفي ظل عدم توصله بأي عرض رسمي جاد فلا مناص له من البقاء أسيراً في دكة بدلاء الفريق الألماني حتى يضمن على الأقل الاستمرار في دوري يصنف ضمن الدوريات الممتازة في أوروبا.
أما زميله مدافع عنتر يحيى فهو يتجه نحو خوض ثاني موسم له في الدرجة الثانية مع ناديه بوخوم أما أذا أراد اللعب في الممتاز فما عيه سوى شد الرحال نحو الدوري السعودي حيث طلب خدماته احد الأندية هناك مقابل عرض مغري.
وفي فرنسا ، تأكد لرياض بودبوز أن أفضل وجهة له هي سوشو على الأقل حيث سيتيح له الفريق الفرنسي فرصة اللعب مع الكبار قبل التفكير في اللعب لهم من خلال المشاركة في كأس يوروبا ليغ لأن العروض الانكليزية التي تناقلتها الصحافة العالمية ليست سوى سرابا سرعان ما تبخر و ما عليه إلا الاجتهاد أكثر دون إشغال نفسه بما هو اكبر منه بل أن هناك أنباء عن توصله بعرض من الهلال السعودي.
و في الدوري الانكليزي حيث يلعب المدافع رفيق حليش ضمن نادي فولهام يحتمل أن يتخذ قراراً بمغادرته بعدما فشل في نيل ثقة المدرب السابق مارك هيوز رغم انه كان وراء قدومه من بنفيكا حيث بقي أسير مقاعد البدلاء طوال الموسم وأضاع على نفسه مكانته في المنتخب .
وفي ايطاليا يعيش غزال وضعية لا يحسد عليها بعد نهاية عقد إعارته لنادي باري الذي هبط إلى الدرجة الثانية وقد يجد نفسه تحت رحمة إدارة ناديه الأصلي سيينا العائد إلى الدرجة الممتازة لكن تراجع مستواه مقارنة بما كان عليه الموسم 2009-2010 سيجعل من الصعب عليه ضمان مكانته في التشكيل الأساسي وقد يدفع الإدارة إلى إعارته لأي ناد من أجل التخلص منه لإفساح المجال أمام استقدام أجنبي آخر.
أما مواطنه الظهير الأيسر جمال مصباح فان تألقه في إنقاذ ناديه ليتشي من الهبوط قد يشفع له للبقاء ضمن تشكيلته الأساسية على الأقل موسما آخر يواجه فيه الأندية العملاقة الميلان والانتر واليوفي روما خاصة أن الأندية التي تريده ليست أفضل من ليتشي.
وفضل إبراهيم فراج و مهدي مصطفى تمديد فترة بقائهما في الدوري الفرنسي موسما آخر دون انتظار عروض قد لا تأتي أبدا.
والحقيقة أن ما يعيشه المحترفون الجزائريون في أوروبا من ضعف الإقبال عليهم في سوق انتقالات اللاعبين مرده بالدرجة الأولى إلى عدم ثبات أدائهم ومستوياتهم بإستثناء القلة منهم خاصة أن الأمر يتعلق بزبدة اللاعبين فما بالك بالآخرين في وقت تبحث الأندية الأوروبية عن لاعبين أدائهم يتطور بشكل تصاعدي من الأحسن فالأحسن وهو ما تستغله العديد من الأندية الخليجية للظفر بخدماتهم .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)