شبان يحولون مشاتل الفراولة إلى تجارة موسمية بامتياز

تشهد المناطق الغربية للعاصمة تطورا نوعيا في إنتاج فاكهة الفرولة لتوفرها على المناخ الملائم مع تلائم المساحات الخضراء، حيث تقبل في الآونة الأخيرة مجموعة من الشبان على الاستثمار في هاته الفاكهة وجعلها مكسبا للرزق عن طريق استغلال بعض المشاتل العشوائية، حتى تحول هذا النشاط إلى تجارة موسمية بامتياز.الزائر للمنطقة الغربية من العاصمة يلفت انتباهه مشهد بعض المشاتل المزدانة بفاكهة الفراولة، أوكما يسمونها البعض فاكهة السلاطين والملوك كونها من أشهى وأطيب أنواع الفواكه. كما أنها من الفواكه المحببة لدى العديد من الناس كونها تدخل في صناعة العديد من الحلويات والعصائر، واحتوائها على فوائد صحية مهمة للجسم، حيث ازدهرت تجارة الفراولة في الآونة الأخيرة بفضل أيادي بعض الشبان الذين لا يتوانون عن غرس هذا النوع وانتهاج بعض الطرق الزراعية التقليدية. وفي هذا الإطار قمنا بزيارة بعض مشاتل الفراولة بالعاصمة وضواحيها والوقوف على يوميات بعض الشبان.عبد النور، سمير وهشام.. شبان لم يتجاوزون العشرين من عمرهم، يعملون في زراعة الفراولة منذ سنوات، بعدما لقيت هذا النشاط رواجا كبيرا، فضلا عن كونها ممتعة بغض النظر عن الصعوبات التي يواجهونها، خاصة في عملية جني المحاصيل التي تتطلب عددا كبيرا من اليد العاملة وكذا التأني الشديد لعدم إتلافها، وهو ما وقفنا عنده في إحدى المشاتل ببلدية المعالمة التابعة لدائرة زرالدة، حيث لفت انتباهنا مدى حرص هؤلاء الشبان على الحفاظ على محاصيلهم مخافة إفسادها. وللتعرف أكثر على سر هذه الحرفة طلبنا من عبد النور أن يزودنا ببعض المعلومات المتعلقة بزرع فاكهة الفراولة، وفي هذا الإطار قال محدثنا أن أهم شيء في زراعة الفراولة هو خصوبة التربة وتوفر الماء بكميات معتبرة، مع التأكد من وصول أشعة الشمس إليها، فضلا عن احترام مسافة غرس كل شتلة وأخرى. وعن جملة الصعوبات والعراقيل التي يواجهها هؤلاء الشبان، يضيف هؤلاء أنهم يتعرضون في كل مرة إلى دوريات من طرف مصالح الأمن يطالبونهم فيها بتراخيص الأرض الزراعية، بالإضافة إلى بعض أعوان البلدية الذين يأمرونهم بإخلاء الأماكن كونهم لايملكون عقود ملكية تسمح لهم بمزاولة نشاطهم، غير أنهم لم يتوانوا عن مواصلة عملهم، بعدما فقدوا الأمل في إيجاد مناصب شغل دائمة، فضلا عن عدم دعمهم من طرف الجهات المعنية.من جهة أخرى، أفاد هؤلاء أن قيمة الخسائر التي يتكبدونها أحيانا جراء عملهم يفوق عشرات المرات الفوائد التي يجنونها نتيجة تلف بعض المحاصيل، ومع ذلك يصرون على مواصلة عملهم الذي يعشقونه حتى النخاع، أوكما قال سمير:”الفراولة تسري في دمائنا ولا مجال لترك هذه الحرفة”.