الجزائر - A la une

شباب الدبداب بين شبح البطالة ومخاطر المغامرة


شباب الدبداب بين شبح البطالة ومخاطر المغامرة
كانت ولا تزال فئة الشباب، ببلدية الدبداب الحدودية في إليزي، الفئة الأكثر تضررا، من أوضاع مدينتهم، بسبب غياب فرص العمل للكثير منهم، عدا بضع عشرات الموظفين في عدد من المؤسسات البترولية، أو الوظيف العمومي.تجد الأجيال الجديدة من الشباب نفسها في مواجهة ظرف وواقع صعب، فرض على الكثير منهم البقاء تحت الجدران، أو في حالات أخرى يقومون بمحاولات البحث عن مصدر رزق، بطرق تحمل في أحيان كثيرة صفة المغامرة. ويعد البحث عن عمل شريف ومصدر رزق همّ أغلب شباب الدبداب، الذين يتنقل الكثير منهم للبحث عن فرص عمل خارج المدينة. وأفرز الوضع الذي تعيشه فئة الشباب بمدينة الدبداب واقعا أدرج العديد من هؤلاء في فئة الباحثين عن المغامرة على الحدود.بلدية غنية وشباب فقير…تصنف بلدية الدبداب ضمن البلديات الغنية بولاية إيليزي، بالنظر إلى مداخيل البلدية من الجباية البترولية، والنشاط البترولي القائم على إقليمها، حيث تدور أرقام ميزانية البلدية، في الوقت الحالي، في حدود 70 مليار سنتيم، ولكن لم يكن ذلك قيمة مضافة حقيقية لشباب الدبداب، حيث لم يكن لها أثر يذكر في انتشال هذه الفئة من الوضع البائس الذي تعيشه، حيث يسوق شباب المدينة تهما بالجملة إلى المسؤولين، بعدم النزاهة، بتوزيع المشاريع والعمليات على فئات محدودة من الشباب، أغلبهم، وفق هذه التهم، من المقربين من المسؤولين أو المنتخبين، ما يجعل البلدية دوما مكانا للاحتجاج والاحتقان بسبب الرفض العارم للوضع الحالي، الذي يحيط بالشباب. وحسب آراء الكثير من شباب المدينة، فإن مداخليها تذهب في مشاريع لا تسهم مباشرة في امتصاص بطالة الشباب، أو إيجاد فرص عمل دائمة لهم.ويعزز مشكل البطالة بمدينة الدبداب سوء العلاقة بين المسؤولين من المنتخبين وفئة الشباب، بسبب غياب فرص استثمار حقيقية، تسمح بامتصاص نسب البطالة، التي تنتشر وسط هذه الفئة، التي تزداد عاما بعد آخر. وتبقى مغريات الاستقطاب الذي توفر بعض الفرص، المحاطة بالمغامرة، بينها محاولة الاستفادة من فرص التعامل التجاري، مع الجانب الآخر من الحدود قائمة، حتى لو كان الأمر محاطا بمخاطر على حياة الشباب. وكلها اعتبارات تجعل مسؤولية السلطات العمومية أكثر من متعاظمة، لفتح المجال أمام هذه الفئة للنشاط الشرعي، وفتح فرص عمل واستثمار ملائمة وكافية، حيث تتصاعد الأصوات الداعية إلى ضرورة أخذ موضوع الشباب بمدينة الدبداب بالجدية اللازمة، خصوصا مع الظروف الأمنية المحيطة بالمدينة، التي لا تبعد عن الحدود الليبية بسوى 15 كيلومترا، تجعلها في تماس مع مناطق منهارة أمنيا، ما يجعل مسؤولية السلطات العمومية بالوجود بقوة ومرافقة فئة الشباب بمختلف البرامج، والمخططات التنموية، قبل أن تتجه تلك القوة الفاعلة في المجتمع إلى وجهات أخرى، قد لا تخدم المدينة ولا حتى الوطن.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)