الجزائر - A la une

شارك فيها أطفال وأولياؤهم



شارك فيها أطفال وأولياؤهم
نظمت الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ‘ندى' مؤخرا، يوما تحسيسيا بالملعب البلدي لابن عكنون، حضر التظاهرة حوالي 800 طفل كانوا على موعد مع عدة ورشات تطبيقية حول حقوق الطفل وحمايته من سوء المعاملة، فيما حظي موضوع حماية الطفل من العنف الجنسي باهتمام خاص، حيث أقيمت له 10 ورش كاملة.قال السيد عبد الرحمان عرعار رئيس الشبكة؛ إن الهدف من تنظيم التظاهرة التوعوية التي اختار لها شعار: «الحماية الذاتية للأطفال لمواجهة العنف»، هو الارتقاء أكثر بثقافة حماية حقوق الطفل وتمكينه من المهارات والمعارف التي تمكنه من الحماية الذاتية ضد العنف، خاصة الجنسي منه. كما أكد المتحدث أن الخط الأخضر (30.33) مكن الشبكة من إحصاء 16 ألف حالة أطفال ضحايا اعتداءات وسوء معاملة وعنف جنسي أيضا، وهي الحالات التي أحصتها الشبكة في الفترة الممتدة بين جوان 2013 وجوان 2014، وعلق عرعار على هذا الرقم قائلا: «صحيح أن الرقم مخيف، لكننا في شبكة ‘ندى' نقيس حجم الأثر السلبي الناتج عن صور العنف ضد الطفل سواء على مستوى العائلة أو المحيط، ولمسنا من خلال تحليلنا للمعطيات أن الطفل دائما يكون الضحية الأولى لمختلف الاعتداءات، وللأسف كثيرا ما يكون ذلك في محيط الأسرة أو العائلة التي من المفترض أن تكون هي الحامية». ويضيف: «هنا أسوق لكم مثلا عن طفلة في ال 5 من عمرها، كانت مؤخرا ضحية عنف جنسي، حيث اعتدى عليها والدها الذي من المفترض أن يكون أول من يحميها.. والقضية في أروقة العدالة اليوم».كما تحدثت «المساء» إلى الآنسة أمينة بوفنيسة منسقة مشروع حماية الطفل من العنف الجنسي والحماية الذاتية، حيث أشارت إلى أنها تلقت خلال عام 2013 تكوينا متخصصا حول نفس الموضوع في مدينة الرباط المغربية، وتقول: «تلقيت رفقة 3 من زملائي في شبكة ندى تكوينا متخصصا لتكوين منشطين حول حماية الطفل من العنف الجنسي والحماية الذاتية، وبدورنا أشرفنا على تكوين آخرين في نفس الموضوع بهدف تحسيس أكبر عدد ممكن من الأطفال لحماية أنفسهم من العنف أو الاعتداءات الجنسية».وضمت كل ورشة من الورشات ال 10، فوجا من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 09 و12 سنة، جلسوا أرضا وأعطيت لهم أوراق للتعريف بأنفسهم، ثم عمد كل منشط إلى طرح أسئلة بديهية على الأطفال لمعرفة مدى وعيهم بمسألة حقوقهم، تماما مثلما فعل المنشط محمد مسلم الذي جلس وسط الأطفال وراح يجمع أجوبتهم حول حقوق الطفل، فضمت ورقته حقين اثنين اعتبرهما إنجازا كبيرا، دخل من خلالهما مباشرة إلى صلب الموضوع حول توعيتهم بالاعتداءات الجنسية، حيث أجابته الطفلة ياسمين ذات ال 10 سنوات بقولها: «حق الطفل في حماية أعضائه الحميمة»، فيما قال الطفل شكيب ابن ال 12 سنة: «حق الطفل في حماية أعضائه من السرقة»، ومن خلال هاتين الإجابتين بدأ المنشط محمد في تعريف الأطفال بخطوات لحماية أنفسهم من الاعتداءات وسوء المعاملة والعنف الجنسي، ومن ذلك رفع بعض اللوائح التي تشمل على رسومات لبالغين في وضعيات مقربة من أطفال، ثم أخذ المنشط يبسط المفهوم للأطفال وينبههم بأهمية حماية أنفسهم منهم، كأن يبتعدوا عنهم مباشرة أو الصراخ للفت انتباه الغير نحوه.ولم يدرك الأطفال في ورشات الحماية من الاعتداء الجنسي في البداية معنى هذا المصطلح، هكذا أجابنا الطفل بلال ابن ال 12 سنة، الذي سألناه عما يعرفه عن مفهوم العنف الجنسي، فهز رأسه نافيا الأمر، ثم قال؛ «أتيت إلى هنا لأتعلم كيف أدافع عن نفسي».من جهتها، نفت الطفلة بثينة ذات ال 8 سنوات معرفتها لمفهوم الاعتداء الجنسي، وقالت: «أحضرني أبي إلى هنا اليوم وقال لي؛ ستتعلمين كيف تحمين نفسك»، ظنت الطفلة استنادا لحديثها إلينا بأنها ستحمي نفسها إن اعتدى عليها أحد بالضرب، وليس إن كانت -لا قدر الله- ضحية عنف جنسي، لكن المنشط قام بمهمة التعريف، حيث قرأ عليهم مجموعة من النصائح القيّمة بمفهوم بسيط، وهو الأسلوب ذاته المعمول به في باقي الورشات، إلى جانب الرسومات واللوائح والمطويات الموزعة على الأطفال التي تبقى بمثابة المرشد لهم في حياتهم اليومية.وفي السياق، تقول الآنسة سمية بوزار منشطة هي الأخرى في ورشة مماثلة؛ إن النتيجة التي يتم التأكيد عليها ضمن هذه الورشات هي قول «لا» لكل من قد يقترب من الطفل لغرض ما، والأهم أن يعرف الطفل كيف يصده ويخبر والديه لمواجهة المعتدي ومتابعته قضائيا.إلى جانب الورشات الموجهة للطفل، هناك ورشات أخرى جمعت إليها أولياء أشرف عليها مختصون في القانون وحماية الطفولة، وقال نور الدين فرعون القائم على هذه الورشة؛ إن الهدف من هذه الأخيرة يتمثل في تسهيل عملية التربية بالنسبة للآباء والأمهات في ظل المتغيرات الكثيرة التي طرأت في العصر الحالي، «لذلك، فإن خبراء في علم النفس والقانون يتداولون على تقديم نصائح وتعليمات لهؤلاء الأولياء المشاركين معنا اليوم، والذين يفتح لهم المجال لطرح أسئلتهم وتلقي إجابات عنها»، يقول محدثنا في وقت إجابتنا أم عادل التي حضرت الورشة بالقول بأن المبادرة جيدة، خصوصا أن العديد من الآباء اليوم يعملون، يعني الأم والأب معا، فلا يجدان متسعا من الوقت لتعليم أطفالهم الكثير من الأمور ومن ذلك حمايتهم من المحيط الخارجي، ووقفتنا هذه اليوم تذكرنا بواجبنا نحو أطفالنا».من جهته، يقول والد إبراهيم الذي أحضر طفليه إلى التظاهرة؛ إن ورشات الحماية الذاتية للأطفال من العنف الجنسي هي أكثر ما جذبه إلى هذا اليوم التحسيسي، وقال بأنه كان قبيل يومين شاهدا على قضية في محكمة بالعاصمة، تورط فيها كهل في ال 45 سنة من عمره، اعتدى على فتاة تبلغ من العمر 14 سنة، وكان الوالد يسرد القصة بتفاصيلها كما شاهدها في محيط محله التجاري، واعتبر أن التوعية لا بد أن تكون موجهة إلى الأطفال وآبائهم على السواء، لأن حماية الطفل مسؤولية مشتركة.من جهتها، ثمنت أم زياد ورشات التثقيف الموجهة للأولياء وقالت بأن التوعية ليس لها وقت محدد، بالتالي فإن تعليم الآباء ما ينفعهم في تربية أطفالهم شيء مهم للغاية، داعية إلى أن تكون مثل هذه الورشات مفتوحة طول السنة وليس مناسباتية فقط.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)