الجزائر - A la une

سيارات عتيقة تنافس أفخم الماركات العالمية في مواكب الأعراس




سيارات عتيقة تنافس أفخم الماركات العالمية في مواكب الأعراس
إذا كانت منطقة باتنة، كغيرها من مناطق الجزائر، تعرف بكثرة الأعراس في فصل الصيف وما يصاحب هذه الاحتفالات من طقوس تكاد تنفرد بها باتنة دون غيرها، مثل البارود وإحياء السهرات بفرق الرحابة، أوجلب الفرسان للسير في موكب العرس على صهوة الجواد، في مظهر آخر للتباهي والتفاخر في مناسبات الزفاف السعيدة، فإن هذا التباهي أصبح خلال السنوات الأخيرة يأخذ مناح مختلفة ومعايير مغايرة عن تلك التي تعارف عليها المجتمع وأصبحت قارة في مناسبة الزواج خاصة، كمناسبة وحيدة ومتفردة بطابعها.إن كان تكوين موكب العروس في السابق مدعاة للإكثار من السيارات واختيار الأفخم والأحدث منها، وتزيينها بالورود والتوابع والأكاليل ذات الألوان الزاهية، فإن أعراس ذوي الدخل الميسور تتم حاليا باستحضار سيارات عتيقة وقديمة ونادرة، لتصطف في موكب طويل يذكر الناظر إليه بسنوات السبعينيات والثمانينيات حين كان لتلك السيارات بريقها الخاص. وقد تحول التباهي بالسيارات القديمة في الأعراس إلى موضة بباتنة، حتى أن الملاحظ يستغرب كيفية الحصول على هذه السيارات التي لم يلحق بها الاهتراء ولا القدم، رغم أن تاريخ صناعتها يعود إلى ستينيات القرن الماضي. كما يثور التساؤل عن مالك السيارة الذي بقي محتفظا بها طوال هذه المدة، دون أن يستعملها على وجه يؤدي إلى اهترائها، لتتحول في الأخير إلى ما يشبه التحفة.مواعيد الأعراس تضبط على يوم الحصول على السيارة العتيقةيؤكد أحد المواطنين بباتنة أن تأجير السيارات القديمة لمواكب الأعراس يتم بمبالغ باهظة قد تفوق في كثير من الأحيان أسعار السيارات الجديدة، ويضيف أن هناك من يضبط موعد عرسه على وقت فراغ هذه السيارات نظرا لزيادة الطلب عليها خلال فصل الأعراس، وهو ما يدفع هواة هذه السيارات إلى تأجيل العرس حتى يتسنى الحصول على خدماتها المغرية بالفرجة خلال العرس. وردا على سؤالنا المتعلق بكيفية الحصول على هذه السيارات العتيقة التي لاتزال في حالة جيدة وتتميز بوجود كل توابعها التي صنعت لها أول مرة، أجاب أحد العارفين بالموضوع أن هناك من يحترف هواية امتلاك السيارات العتيقة وهو يدفع مقابلها مبالغ قد لا تخطر على بال لا لشيء سوى للاحتفاظ بها في مآرب خاصة تشكل مع مرور الوقت شبه معرض لهذه السيارات. كما أن هناك من يمتلك سيارة عتيقة يرفض الاستغناء عنها ويبذل العناية الفائقة في سبيل احتفاظها برونقها وجمالها الأول.كراء السيارة.. بدءا من 3 آلاف دج لوقت محدود داخل المدينةوتشكل هاتان الفئتان مقصدا لمن يرغب في إحياء عرسه بمواكب السيارات القديمة، وغالبا ما يطالبه ملاكها بمبالغ باهظة وقبل الحديث عن النقود، يجب تقديم الضمانات الكافية بإرجاع السيارة بعد العرس كما هي بدون أي عيب و لا خدش ولو كان بسيطا. ومن بين هذه الضمانات أن لا تقاد السيارة يوم العرس سوى من طرف صاحبها أومن يحدده هو على الأقل. وعن سعر كراء السيارة القديمة يقول المتحدث أنه مرتبط دائما بالمسافة المفترض قطعها وإن كان لا يقل داخل المدينة عن 3 آلاف دج للسير في موكب العرس لوقت محدد. السيارات القديمة ”لاستحضار البركة وطول العشرة”؟!ويرى أحد الشيوخ بباتنة أن الأعراس القديمة كانت تتسم بالبركة وبطول العشرة بين الزوجين، أما الأعراس الحالية وما يصاحبها من مظاهر بذخ وإسراف لا يتبعها في العادة دوام العشرة والتآلف بين الزوجين، والدليل على ذلك ما ينتشر من حالات الطلاق والمشاكل الاجتماعية وعقوق الوالدين وتفشي الجريمة وغيرها، ولعله يكون في إحياء عادة جلب العروس في سيارة قديمة استحضار لأيام البركة والتآلف الاجتماعي واسترجاع الحنين لتلك الأيام وما صاحبها من سعة ورخاء في القلب مع قلة ذات اليد. ويضيف أن جيل اليوم لا يعرف هذه المعاني حقيقة لأنه لم يعشها، ولكنه مطالب بإحيائها في المجتمع انطلاقا من الأسرة، خاصة الشباب العازمين على تطليق العزوبية. السيارات القديمة تزداد قيمتها مع مرور الزمنومهما يكن الأمر بالنسبة لظاهرة استعمال السيارات العتيقة في الأعراس، فإنه لا يخرج عن دائرة التباهي والظهور بمظهر مختلف يتمثل في هذه السيارات التي ازدادت قيمتها مع تعاقب السنوات عليها، وأصبحت تضاهي أوتفوق قيمة السيارات الفارهة التي تمتلكها الأقلية، بينما تتلذذ الأغلبية بمشاهدتها على شاشات التلفاز وفي الصور، فالقدم والندرة يكسبان الشيء قيمة معنوية عالية تزيد من قيمته المادية وتجعله غير مقدر بثمن، وهو ما يرى فيه الناس مناسبة للتفاخر بينهم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)