سوق الجملة للكرمة.. قطب تجاري في ضواحي وهران

إستقبل سوق الجملة للخضر والفواكه للكرمة بضواحي وهران أزيد من 110.739 طن من هذه المنتوجات خلال السنة الماضية، إنهم ناقلون ومنتجون وممونون وتجار الجملة والتجزئة يأتون كل يوم لضمان تزويد سكان وهران المقدر تعدادهم بحوالي مليوني نسمة.على الرابعة صباحا تبدأ حركة الذهاب والإياب المستمرة للمركبات لا سيما الشاحنات المختلفة الأحجام بسوق الجملة للكرمة. وصلت شاحنة مرقمة بولاية البليدة. وسدد السائق ثمن الدخول 400 دج و300 دج أخرى للتوقف "من أجل قضاء الليل هنا"، وقال مبتسما حيث يعتزم قضاء الليل بالسوق الذي يتم ضمان الأمن فيه على مدار 24 ساعة.وبعد جولة عبر بعض الممرات في هذه الضوضاء الصباحية يتوقف السائق على مستوى الجناح "ج" لتفريغ بضاعته قبالة الرصيف 14 قبل أن يصل المسؤول "هناك 40 صندوق من الخوخ وخضر وفواكه". لم يتم بعد تحديد السعر لهذه الفاكهة الموسمية الطازجة ولكن الجميع يتحدث عن 160 دج للكيلوغرام الواحد.واستقبل هذا التاجر الشاحنة الثانية من المنتجات منذ الصباح الباكرلذات اليوم وحينها كانت أطنان من السلع تسوق وهي تشكل طلبيات قدمت في الأمس، وفقا لما أوضحه.ويتواجد بعين المكان عمال لتفريغ وشحن المنتجات في الشاحنات. ولا يتوقف الهاتف ووصلت المعاملات إلى أوجها. ويبدوفي هذا اليوم بأن البيع والشراء في السوق في متناول الجميع حيث تعرض البطاطا بين 17 و20 دج للكلغ والطماطم بين 50 و60 دج وذكر أحد الوكلاء عبد النور كلاجو.وبالقرب من مختلف الأجنحة تسجل حركة دؤوبة للمركبات حيث يحاول كل متعامل أن يشق طريقه ليحقق صفقة جيدة.وتسجل وفرة للخضر من جزر وبصل وباذنجان وفلفل وبطاطا وفاصوليا حيث تشحن السلع من شاحنة إلى أخرى قبل الإنطلاق نحو وجهتها.ويتم تزويد سوق الجملة للكرمة بمنتجات قادمة من زهاء عشرين ولاية منها وهران ومعسكر وسعيدة وتيارت وسيدي بلعباس وغليزان وعين تموشنت وتلمسان والبليدة والشلف وعين الدفلى وتيزي وزووالمدية وبسكرة والوادي وغرداية والجزائر وبومرداس وسطيف وغيرها.وتستقبل أجنحة هذا الفضاء التجاري بعض الزوار وتجار التجزئة. وبمرور الوقت يتراجع النشاط حيث تبقى بعض محلات تجار الجملة مفتوحة فيخيم الهدوء فجأة.وحسب رئيس مصلحة الاستغلال محمد صالح هلايلي، تم إحصاء في هذا اليوم دخول الى السوق أزيد من 1.860 مركبة للزوار والمنتجين والممونين لضمان تغطية الاحتياجات المحلية من الخضر والفواكه مضيفا بأن هذا المرفق يعالج زهاء 303 طن من الخضر والفواكه يوميا. ويتوفر على 9 أجنحة ب24 محلا لكل واحد وبمجموع 216 وكيلا و256 عاملا. "بالجناح الجديد المخصص لبيع البيض الذي سيفتح قريبا وبتنفيذ المخطط الجديد للاستثمار سيعرف السوق ارتفاعا ملموسا"، إستنادا للمتحدث الذي اعتبر أن سوق الجملة للكرمة لديه جميع القدرات ليصبح قطبا تجاريا مع سوقه للماشية الذي يتم تسييره عن طريق الامتياز.وأبرز المدير العام للسوق الطاهر بلعربي أن "هذا الفضاء يزخر بجميع المؤهلات لتعزيز جاذبيته لدينا طموح لكي نجعل منه قطبا اقتصاديا غير أن المحيط لا يساعد دائما"، مشيرا إلى مثال بنك الفلاحة والتنمية الريفية التي تتوفر على وكالة بداخل السوق منذ ثلاث سنوات ولكن لم تدخل بعد حيز النشاط. "إننا مجبرون على التنقل إلى السانيا لإيداع مداخيل اليوم".وفي منتصف النهار ينتهي تقريبا نشاط تجار الجملة وعمال الشحن والتفريغ ويبقى فقط بعض سائقي الشاحنات الموجودين على مستوى الأرصفة. ويأتي دور أعوان النظافة للشروع في عملهم حيث يتم جمع النفايات الخضراء التي يضعونها في صناديق قبل نقلها إلى مركز الردم التقني لحاسي بونيف بغية تثمينها وتحويلها إلى مواد تسميد.يذكر أن السوق يعتبر شريكا للمنظمة غير الحكومية "آر 20" المهتمة بالبيئة. وعلاوة على نظافة المكان يشير مسؤولو هذا المرفق التجاري إلى نقاط قوة أخرى تتمثل في الجانب الأمني.وبالنسبة للمسيرين، الأهم يبقى بدون شك استحداث مناصب شغل وارتفاع نشاطات هذه المنشئة وتجسيد مخطط للاستثمارات.وقال الطاهر بلعربي "نحن بحاجة الى المزيد من غرف التبريد كون ال 3.000 متر مكعب الحالية غير كافية بالنظر إلى حجم النشاطات المبرمجة مع ارتفاع عدد سكان وهران" ودعا إلى انجاز هياكل للتحويل ذات الصلة بالصناعات الغذائية. وأشار الى "تسجيل خسائر كبيرة حيث ترمى منتجات سريعة التلف في الوقت الذي يمكن تحويلها".