الجزائر - A la une

سلوكات حضارية تعزز العلاقات الاجتماعية



سلوكات حضارية تعزز العلاقات الاجتماعية
ثقافة الاعتذار- البعض منا قد يسيء لأشخاص في اليوم عشرات المرات فلا يقول عفوا أو عذرا. - أو شخص قد يجرح أخاه جرحا عميقا .. فلا يقول له « أعذرني » - أو شخص يعتدي في لحظة طيش وغضب على زميله أو أحد أقربائه ولا يقول له حتى كلمة « آسف »كلمات بسيطة وصادقة تستطيع أن تجعل بين شخصين علاقة حب ومودة وتسامح وتقوي الروابط الاجتماعية بعد انفصالها وتجعلها أكثر ترابطاً. في هذا الصدد بين أكاديميين وطلبة بالرغم من بساطة قولها نجد البعض من الناس يواجهون صعوبة بالغة في التعبير عنها أو حتى الامتناع من قولها ، ما يجعل المشكلة بين طرفي الخلاف تكبر شيئا فشيئا وتؤدي إلى انهيار تلك العلاقات، مؤكدين أن الفرد بحاجة إلى توعية وثقافة كونها سلوكا حضاريا تزيد من الألفة والمحبة بين جميع أفراد المجتمع. الثقة بالنفسأغلب الطلبة يعترفون بخطئهم ولكن لا يعتذرون ويجدون بالاعتذار ضعفا وتقليلا من شخصيتهم ، وأعتقد ليس من العيب أن نخطأ ولكن العيب الاستمرار بالخطأ، فالإنسان يجب أن يكون متسامحا , فبعض الناس من يمتلك روحا عالية وثقة بالنفس،وهذا النوع من الأشخاص يسارع في تقديم الاعتذار فور وقوع الخطأ سواء للكبير أو الصغير بينما نرى البعض الأخر يتردد في تقديمه وينتظر لفترة ريثما تتاح الفرصة المناسبة له , يرى بعض الدكاترة ممن ناقشتهم في اختصاص علم النفس أو علم الاجتماع في الجامعة وعلى سبيل المثال عبد اللهوم محمد، دكتور بجامعة علي لونيسي 02 بالعفرون بأن الاعتذار فن وثقافة وليس مجرد كلمة بل هو خليط من عدة أفعال مختلفة لابد أن تجتمع معا حتى يتحقق ذلك، موضحا نحن نحتاجه كثيرا لأن يكون جزءا من تكوين علاقاتنا الاجتماعية ، وباعتقادي العديد من أفراد المجتمع يعتبر الاعتذار سمة من سمات الفرد ذي الشخصية الضعيفة ولكن هذا المفهوم خاطئ، بل هو ثقافة تدل على الشخصية القوية التي تقدر الآخر وتعترف بأخطائها وتراعي مشاعر الآخرين.مبدأ التسامحمن جهته يرى الأستاذ عاشور المسعود وهو - أستاذ بالتعليم المتوسط - بعض المجتمعات تعاني من غياب ثقافة الاعتذار أو الاعتراف بالخطأ وهذا دليل على هشاشة البناء النفسي للمجتمع ويمكن أن يؤدي إلى وقوع الكثير من الجرائم والاعتداء على الأشخاص، فضلا عن انتشار الكراهية والحقد وما يترتب عليها من آثار وتداعيات مرفوضة، وهناك أمور عديدة تتحكم بها تعزيز هذه الثقافة منها تربية الشخص، والبيئة المحيطة به ، والمكانة الاجتماعية ، ومستوى التعليم, مضيفا ترتبط ثقافة الاعتذار بالمجتمع والمدرسة والجامعة ومكان العمل والبيئة المحيطة بالشخص التي تسهم في تكوينها ، فضلا عن دور الدين لدى الشخص وما يحمله من مبادئ كبيرة يحثه على التسامح وأن يضع دائما أمام عينيه هذا المبدأ ويبادر في تقديم الاعتذار .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)