الجزائر - A la une



سلفي.. غير مرغوب فيه!!
في عام 2008.. استضافت المكتبة الوطنية الشاعر العلوي السوري أدونيس.. الذي ادّعى في محاضرته أن (العودة إلى الإسلام هو بمثابة انقراضنا الحضاري).. فتصدى له المرحوم عبد الرحمان شيبان ونعته بأنه (ملحد وإباحي).. وبسبب ردة الفعل تلك.. اعتبر مثقفون جزائريون من المحسوبين على التيار اللائكي.. ما حدث بمثابة (تراجع كبير لحرية الرأي والفكر في الجزائر).. وانتهت القصة كلها بثمن باهظ دفعه مدير المكتبة الوطنية الذي أقيل من منصبه.
شبيه بهذه الحادثة.. ما وقع للداعية السلفي السعودي “عبد الرزاق البدر".. الذي منع من تنشيط حلقات دينية في الجزائر.. والفرق الوحيد بين الحادثتين.. أنه لا أحد في الثانية قبل دفع الثمن من نفسه.. حيث لا يوجد كبش فداء.. تستطيع جماعة الشؤون الدينية دفعه قربان فداء.. فإن سيف الوزير بالمرصاد.. وهو الذي ما انفك يردد (الأفكار والتيارات الجرثومية التي ينقلها زوّار الجزائر لزرع الفتنة، لن نسكت عنها..).. والعيون التي تقف خلف الوزير لا تنام هي أيضا.
***
بغض النظر عن كون عبد الرزاق البدر سلفيا وهابيا كما يوصف فإن منعه.. وبالطريقة التي أدت إلى سحب الترخيص منه.. يثير التساؤل عن جدوى هذا الأسلوب في مقاومة الأفكار الدخيلة إن وجدت.
إن ما لم يقله “البدر" في مساجد الجزائر.. سيقوله للجزائريين ولغيرهم بوسائل أخرى.. من السعودية ومن خارجها .. والظاهر أن الذين تخوفوا من نشر الفكر الجهادي.. يجهلون أن كتابات “البدر".. لا تستهدف الأنظمة الحاكمة.. بقدر ما تتناول أفكار الشيعة والتصوف.. أي إنه لا يعنى بالسياسة.
إن الأفكار لا تقتل.. إلا حين تستنجد بالسلاح.. وعند هذا الحد.. هل ثمة ما يبرر منع “البدر" من الكلام.. باعتباره سلفيا؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)