الجزائر - A la une

سلطة غائبة وديبلوماسية مكبلة !


سلطة غائبة وديبلوماسية مكبلة !
كشف حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية الجزائرية المستأجرة، جانبا آخر من حالة الهزال الذي يطبع أداء السلطات السياسي والديبلوماسي، المتسم بالغياب الكلي عن الأحداث، أو التخلف عنها، والجميع نيام في بُلَهْنِيَّةٍ لا يفزعون.. الشيئ الوحيد الذي كانت السلطات الجزائرية السباقة إليه هو التأخر في الإعلان عن فقدان الطائرة عدة ساعات من بعد اختفائها..أما دون ذلك فالجزائر ظلت غائبة تماما عن القضية وتطوراتها وكأن الأمر لا يعنيها وأنها ليست هي صاحبة الشركة المستأجِرة والمنظمة للرحلة..كل التفاصيل والتطورات والمعلومات أضحت تأتينا من فرنسا، مكان سقوط الطائرة، الأعداد الحقيقية للمسافرين وجنسياتهم، وشهادات الذين شهدوا سقوطها، ونقل الصور الأولى لحطام الطائرة، وإيفاد مجموعة من المختصين الفرنسيين إلى مكان الحادث على جناح السرعة، وحتى العلبة السوداء عثر عليها الفرنسيون.. والجزائريون وكأن على رؤوسهم الطير آخر من يعلم وآخر من يتحرك، وإن تحركوا وكأني بهم يريدون التنصل من كل شيء...فرنسا واكبت الحدث منذ لحظاته الأولى على أعلى المستويات من الرئيس هولاند إلى أبسط مسؤول، وهكذا تتصرف المجتمعات الحية والدول التي تحمل معنى الدولة ويشعر مسؤولوها أنهم في خدمة شعبهم، ويقدرون ذلك ويقدرون المسؤولية الملقاة على عاتقهم.. في حين ظلت الجزائر غائبة أو تكاد بعيدة عن الحدث تتصرف بتساهل أقرب منه إلى الاستهتار منه اللامبالاة، وهكذا تتصرف الدول الفاشلة، التي لا يشعر فيها المسؤولون بأية مسؤولية تجاه الشعب، ولا يعيرون أي اهتمام للمسؤولية التي من المفروض أنها موكلة لهم مادامت أنفسهم ومصالحهم ومناصبهم ومكاسبهم في منأى عن هذا الحادث أو غيره مهما عظم الخطب.. وإذا عرف السبب بطل العجب !


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)