سكان حاسي الميلود بورقلة ينتفضون بسبب غياب التنمية

انتفض أمس، العشرات من سكان منطقة حاسي الميلود التابعة لبلدية ورقلة، في أجواء مشحونة قبل أن يقوموا بقطع الطريق العام بالحجارة والمتاريس، مما جعل مصالح الدرك تتدخل، لكن هذه الأخيرة، فشلت في إقناع الشباب بالعدول عن فكرة شل حركة المرور التي ظلت على حالها في منطقة يقول قاطنوها أنها تعاني التهميش منذ الاستقلال ولم تستفد من مشاريع هامة.وحسب توضيحات المحتجين ل"الشروق" فإن القطرة التي أفاضت الكأس هي برمجة 50 سكنا أنجزت من طرف مصالح الترقية والتسيير العقاري ووزعت على مستحقيها، ضمن برنامج القضاء على السكن غير اللائق وربط السكان بمجمع واحد للصرف الصحي، وهو ما يتنافى والمعايير المعمول بها، وقد يؤدي إلى كارثة بيئية مستقبلا، وتمسكوا بضرورة تخصيص مشعب لكل مسكن تفاديا لتعقيدات محتملة لاحقا، حيث رفع المحتجون شعارات تندد بالوضع القائم وتتهم البلدية بعدم برمجة مشاريع ذات فائدة.من جهة أخرى، اعترف عبد الحميد جزار رئيس بلدية ورقلة ل"الشروق" بوجود أخطأ تقنية في برمجة مجمع واحد للصرف الصحي ل 50 سكنا التابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري، وهو عمل - حسب قوله- يتنافى والشروط المطلوبة، ورغم أن المشروع لا علاقة للبلدية به، إلا أن مصالحه وللتكفل بمشاكل السكان، قررت الإعلان عن مشروع لإنجاز مشاعب مصغرة لكل مسكن بغية التكفل الجيد بالمواطن وتفادي مشاكل أخرى على المنظور القريب، وقد تنقلنا يقول "المير" إلى عين المكان لسماع انشغالات المواطنين. وعاد نفس المسؤول، ليؤكد برمجة عدة مشاريع بالمنطقة المذكورة منها مشروع للإنارة العمومي بمبلغ 700 مليون سنتيم، ناهيك عن تهيئة الطرقات على مسافة 04 كلم، وتهيئة مسكن قاعة العلاج بعد أن رفض الممرض مزاولة نشاطه بحجة عدم وجود سكن لائق.وإستنادا إلى تصريحات السكان، فإن كل هذا يبقى مجرد وعود وسياسة ذر للرماد في العيون، إذ لازال السكان يقطعون مسافة 10 كلم من أجل العلاج بوسط المدينة، زيادة على مشكل النقل المنعدم بالجهة وتراكمات سواء التنمية. وتساءل هؤلاء عن مشروع القرن المتعلق بالصرف الصحي الذي أستهلك 03 آلاف مليار سنتيم، غير أنه لم يتم ربطهم به لحد الساعة، بالرغم من أن الشركات الألمانية واللبنانية والفرنسية التي أشرفت على المشروع الضخم، أنهت أشغالها منذ 05 سنوات ورحلت عن الولاية، التي لازالت تتخبط في تسربات المياه القذرة في جميع الأحياء مشكلة نقاطا سوداء.ولازالت حوالي 60 كلم بالأحياء عبر مختلف البلديات، غير مربوطة بالشبكة الرئيسية للمشروع، مما يطرح أكثر من سؤال حول طبيعة المستفيد من مشروع القرن الذي استهلك أموالا جمة، لكن دون فائدة.