الجزائر - A la une

سقوط الأجيال في براثن الغزو الفكري


سقوط الأجيال في براثن الغزو الفكري
نتيجة التقدم التكنولوجي والثورة المعلوماتية الذي لم تشهد له البشرية مثيل من قبل، أصبحنا نواجه العديد من التحديات والمشاكل بشتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، ومن تلك التحديات الغزو الفكري والثقافي، فدخول الانترنت في عالمنا واستخدامه دون قيود أو رقابة أدى إلى زيادة هذه التحديات في غزو لم تشارك فيه طائرات ولا دبابات، فانتقلت ساحة الحرب إلى ميدان الفكر والثقافة، مستهدفة أسمى ما في الإنسان من عقيدة وفكر وقلب وعقله، غزو عطل الإيمان وكل ما هو متسامح ورحيم في الدين، ليقوّض النسيج الاجتماعي، ويفتح الباب للحروب الأهلية والتهجير والتدمير، وتفكيك المجتمع بوسائل ناعمة وخادعة وعلنية تامة تحت سمع وبصر القانون وحمايته ورعايته .وحيث أن التنمية البشرية الركيزة الأساسية لمقومات التطور والتقدم والذي تشارك فيه جميع شرائح المجتمع، للارتقاء بالواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والعقائدي والسياسي. فالتعددية التي تؤلف النسيج الوطني الجزائري ركيزة أساسية في المجتمع الجزائري . والدولة الجزائرية وطن لجميع مواطنيها بشتى أصولهم العرقية أو المذهبية. لذا جاء الدستور الجزائري متناغم مع تحقيق هذه التنمية والتعددية، فقد كفل الدستور في مضمونه حماية التنوع الثقافي للمجتمع الجزائري بجميع مكوناته وتعدد روافده حيث أن الحرية حق مقدس في الدستور ضمن ضوابط ، .فالغزو الفكري وما رافقه من إرهاب خصه المشرع في قانون العقوبات الجزائري الذي جاء كاف وشامل وجامع ومانع لأي تصرف جرمي فالفكر السقيم هو أساس الجريمة، لتبنيه الأفكار الهدامة والتعصب لها، وإقصاء الآخرين ونفيهم من الوجود.ولمعالجة هذه الطفرة السرطانية التي أصابت المجتمع الجزائري نتيجة هذا الفكر السقيم، كان لابد من تضافر كل الجهود من قبل جميع مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية، والسلطتين التشريعية والتنفيذية، وأهمها وزارة التربية بصفتها الراعي الرسمي لمفاهيم التعليم، والتعاون مع كل الجهات المعنية من دور المساجد والإعلام وتقنيات الاتصالات لبناء سد حصين يعمل على حماية مجتمعنا بشكل عام، وأسرنا بشكل خاص من ذلك السيل الجارف المدمر للأخلاقيات والقيم والثوابت، ونشر الفكر السليم، ومعرفة الأسباب الحقيقة التي تدفع الشباب لتبني هذا الفكر، ومن ثم التدخل بعناية لعلاج تلك الأسباب، ومنها رفع الظلم الاجتماعي، وإصلاح البنية التعليمية، وخفض معدل الفقر، ومكافحة الفساد، وفتح أسواق جديدة للعمل، وتبني خطط إصلاحية شاملة في البنية التحتية، وسد ثغرات الفراغ التي سببتها البطالة والفقر والجهل، وذلك بالعمل الجاد لتلبية طموح الشباب في تنمية مهارتهم، وفتح مجالات الابتكار والاختراع، وتدريبهم على أفضل الطرق للتعامل مع التطورات العالمية، ونشر قيم التعددية وقبول الأخر والتسامح السياسي والفكري.إن تكفير المواطنين المؤدي للأذى المعنوي أو للفتنة والقتل والتهجير بسبب هويتهم المذهبية او قناعاتهم الفكرية يجب ان تصبح جريمة يعاقب عليها القانون وسن تشريعات قانونية لازمة لذلك، واعتماد تعزيز مبدأ الحوار، واحترام الرأي والرأي الآخر، والتركيز على دور الأسرة وأهمية تماسكها، وتعزيز قدراتها في ظل التحديات المتعلقة بالجوانب الفكرية من غزو القيم والأسس الإيمانية والأخلاقية والثقافية التي لها بعد تربوي يقع على الأهل، وبعد ثقافي يقع على عاتق المجتمع لأنه المسؤول عن مقت هذه الأشياء وعدم استحسانها، وبعد قانوني يجب أن يكون رادعا لمثل هذه الظواهر، وعلى العلماء والمفكرين تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام والمسلمين.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)