الجزائر - A la une

ساركوزي ونحن أيضا نريد إلغاء اتفاقيات إيفيان!؟



ساركوزي ونحن أيضا نريد إلغاء اتفاقيات إيفيان!؟
“ساركوزي كان ينوي إعادة النظر في اتفاقيات إيفيان”، هكذا جاء في كتاب “العبقري السيئ” الذي صادف صدوره أول أمس الذكرى 53 لاتفاقيات إيفيان التي أنهت 132 سنة من الاستعمار الفرنسي لبلادنا.لم يذكر الكتاب الأسباب التي بنى عليها ساركوزي، أو بالأحرى كان سيبني عليها رفضه لاتفاقيات إيفيان، ولا ندري إن كان سيريد أن يعود بنا إلى منطق المعاملات الفرنسية لمستعمراتها السابقة أم أن للرجل تفسيرات أخرى؟فهل لأن الجزائر لم تخضع لشروط المفاوضات الفرنسية بالطريقة التي تم بها التفاوض على الاستقلال في المستعمرات الفرنسية الأخرى في إفريقيا، حيث حطم المعمرون في غينيا مثلا عند إعلان الاستقلال سنة 1958، كل ممتلكاتهم، وأحرقوا مخازن المؤونة وحطموا المباني والمدارس والمراكز الصحية وحتى الجرارات في المزارع، حتى تكون غينيا عبرة لباقي بلدان إفريقيا التي ستطالب لاحقا بالاستقلال، وهو ما حدث مع العديد من المستعمرات الأخرى، حيث ولتفادي الدمار الذي عرفته غينيا، أمضوا أمام دوغول على اتفاقيات ترهن الاستقلال وتبقي اقتصاد بلدانهم رهينة في يد فرنسا، بحيث ستدفع هذه البلدان لاحقا ضريبة سنوية لفرنسا مقابل “مزايا الاستعمار” ما لا يقل عن 43٪ من دخلها القومي!؟نحن أيضا نريد إعادة النظر في هذه الاتفاقيات التي وإن كانت أقرت بالاستقلال إلا أنها ورغم مرور خمسين سنة على صلاحيات بنودها مازالت ترهن بلادنا وقراراتنا بيد عدو الأمس، بل عدونا الأبدي.بل لقد أعدنا النظر زمن الرجال في العديد من بنودها. ألم يطرد بومدين الجيش الفرنسي من المرسى الكبير بوهران الذي بقيت تحتله فرنسا بموجب هذه الاتفاقيات إلى غاية 2 فيفري 1967؟!وأهم الإنجازات، بل والدوس على هذه الاتفاقيات على الإطلاق، هو قرار تأميم المحروقات في 24 فيفري 1971، حيث ألغت الجزائر بزعامة بومدين الامتيازات الاقتصادية التي أعطتها الاتفاقيات لفرنسا وتجبر الجزائر المستقلة على منح الأولوية للشركات الفرنسية في كل الصفقات العمومية، وأولوية في استغلال الثروات الطبيعية لبلادنا.وإن كانت الإدارة السياسية وقتها تخلت عن البنود الثقافية التي تبقي ارتباطنا بفرنسا ثقافيا، حيث أعلنت البلاد ثورة ثقافية سنة 1972، قبل أن نعود لاحقا ونرتمي من جديد في حضن الثقافة الفرنسية. فالجزائر مازالت رغم بعض الخيانات ترفض هذه الاتفاقيات، ورأى بعض صناع الاستقلال فيها أنها كانت خيانة كبرى لنضال الشعب الجزائري ولثورته، وأن من قادوا المفاوضات لم يفتكوا الاستقلال الكامل مثلما تستحقه الثورة العظيمة التي فاز بها الشعب الجزائر على إحدى أعتى قوات حلف الناتو، خاصة فيما يتعلق بمصالح المعمرين والحركى، حيث تنص الاتفاقيات على احتفاظهم بممتلكاتهم ومصالحهم، وهم بالفعل يعودون اليوم في صمت ويسترجعون بتواطؤ الإدارة وبعض القضاة أملاكهم.أم أن ساركوزي، أو من فتح النقاش اليوم حول هذه الاتفاقيات تتزامن مع الذكرى 53 للاتفاقيات، يريد إعادة النظر في وحدة التراب التي نجح الطرف الجزائري في افتكاكها خلال المفاوضات، عندما كانت فرنسا تسعى لفصل الصحراء على الشمال ورفض المفاوضون ذلك في مفاوضات لوزان؟! هل ما يجري اليوم في الجنوب، من نقاش حول الغاز الصخري، ومن احتجاجات لسكان الصحراء لتحسين ظروف معيشتهم ومن طرحهم لمطالب مشروعة يريد ساركوزي ومن خلفه اليمين، بل حتى اليسار اليوم استغلاله لخلق الفوضى ولدعم نزعة الاستقلال لمناطق الجنوب، هذا المطلب الذي بدأت بعض الأطراف الخارجية تدعمه، ومنها فرنسا التي تمول قناة تشادية تبث من الأردن لدفع سكان عين صالح وبقية سكان الجنوب للمطالبة بالاستقلال عن الشمال؟! كما أن المغرب لم يعد يخفي أطماعه في الاستيلاء على بشار وإقليم توات، باستغلال ما يحدث في الجنوب!؟أسئلة كثيرة لابد من طرحها، وما تحدثت عنه أمس الرسالة المنسوبة إلى الرئيس بوتفليقة، رغم ما فيها من تجنٍّ على المعارضة، فيها كثير من الحقيقة وتطرح مخاوف منطقية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)