رمضان... محطة لتجديد الذات

رمضان هي محطتك الآمنة أخي المؤمن لكي تصل إلى مبتغاك بأمان... إنها محطتك المفضلة لكي تبلغ المرام وتصل إلى بر الأمان... إنها محطتك المثلى لكي تشعر براحة البال واطمئنان الخاطر... إنها محطتك الأساسية لمحو الزلات والأدران والقضاء على كل نوازع الشر ونزغ الشيطان... إنها محطة لتجديد العهد مع الله سبحانه ومصالحة الذات... إنها محطة لدحر اليأس, لبعث الفال والتفاؤل, لانبعاث روح الجد والتجديد ولفتح فسحة أمل ومن ثم استرجاع الثقة في النفس بالاعتماد على الله... إنها محطة لاتخاذ اسمي قرار ادبان ارفي لحطة في الحياة... إنها محطة لاتخاذ فرار التوبة والرجوع إلى الله ومن ثم الانطلاق من جديد صوب التجديد واتجاه التغيير مصداقا لقوله " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "3 من كدر الشك إلى صفاء اليقينإذا كانت رقعة الشك في ما نعمل وما لا نعمل تزداد أكثر في الأيام العادية من حياتنا فان الله فرض غلينا شهر رمضان لحكمة يعلمها وغاية قد لا ندرك كل تفاصيلها, ومع هذا فان اقرب ما يكون الإنسان من صفاء فطرته ونقاء سريرته هو ادبان شهر رمضان, وهو التوقيت الذي تضمحل فيه كل أمواج الوساوس وتدفقات الريب والشكوك... انه التوقيت الذي ينقاد فيه العبد إلى معبوده انقيادا صريحا ودون ادني ريب أو شك... انه التوقيت الذي ينحصر فيه الشك وتضيق دائرته إلى حد الاضمحلال لتبزغ على إثره اشراقات اليقين وتنبعث غزارة الإيمان... اغتنم أخي الصائم منحة رمضان لتبديد شكوكك ووساوسك وبالمقابل ترسيخ إيمانك وتثبيت بقينك وتحظى كمحصلة بتجديد ذاتك نحو الأحسن وتغييرها نحو الأفضل... 4 من وجع الخمول إلى نشوة النشاطإن بلوغ رمضان هو غايتك وغايتي أخي المؤمن وقد لا تتأتى هذه الغاية لشخصي وشخصك إلا عبر اغتنام هذا الشهر المبارك للنشاط الفعال الذي يحمل في طياته نية فعل الخير وإعانة المعوزين والمستضعفين من الناس... انه النشاط الجدي الذي يطرد من سبيله ومن أنحائه كل معاني الخمول ودلالات التقاعس عن القيام بالواجب الإنساني نحو كل إنسان وبالدور الضروري صوب كل كائن وذي كبد رطب من الكائنات الحية... فكن أخي السام بهذا النمو دح مثالا, واعلم إن بمثل هذه المعاني السامية والدلالات الراقية تكون بحق إنسانا سويا وعادلا, وبدونها تكون مجرد كائن لا حظ له في الدنيا ولا اجر له في الآخرة.يتبع