الجزائر - A la une

رفضا التكفل بامرأة قادمة من بلدية سيدي بن يبقى ليلا لوضع مولودها



رفضا التكفل بامرأة قادمة من بلدية سيدي بن يبقى ليلا لوضع مولودها
احتج صبيحة أمس العشرات من الأطباء المقيمين أمام مصلحة التوليد وأمراض النساء التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي الدكتور "بن زرجب"، تضامنا مع طبيبين مقيمين ينشطان بذات المصلحة و اللذان تمت معاقبتهما من قبل المستشفى نتيجة تهاونهما في العمل وعدم قيامهما بواجبهما المهني على أكمل وجه يوم الثلاثاء ليلا خلال مناوبتهما اللّيلية. تفاصيل الواقعة تعود إلى أوّل أمس الثلاثاء وتحديدا خلال الفترة اللّيلية عندما قصد سيدة حامل رفقة زوجها و اللذان يقطنان بمنطقة "سيدي بن يبقى" التابعة إقليميا لدائرة"أرزيو" ذات المصلحة و علامات المخاض بادية عليها لأن وقت حلول الضيف الجديد قد حان إلاّ أنّ هذان الطبيبان رفضا استقبال المريضة وأرادا توجيهها إلى المستشفى القريب من مقرّ سكناها والذي يقصد به مستشفى "المحقن"، الأمر الذي أثار حفيظة زوجها، وجعله يدخل في مشادات ساخنة مع هذين الطبيبين، الأمر الذي استدعى تدخل رجال الأمن و عناصر الشرطة لفك النزاع، لتضع بعد فترة وجيزة ذات السيدة مولودها بذات المصلحة. و من جهتها قامت إدارة المركز الاستشفائي الجامعي بمعاقبة هذين الطبيبين نتيجة تقاعسهما في أداء واجبهما المهني، الأمر الذي وقع كالصاعقة على معظم الأطباء المقيمين الناشطين ببقية المصالح الأخرى الذين تضامنوا مع زميلهم، وراحوا ينظمون احتجاجا أمام مصلحة التوليد وأمراض النساء، ما جعل المدير العام لذات الصرح الصحي يتنقل إلى ذات المكان، ويخاطب هؤلاء المحتجين بأن قرار الإدارة الخاص بمعاقبة هذين الطبيبين لا رجعة فيه والقانون فوق الجميع، خصوصا وأنّ الأمر يتعلق بحالة طارئة. وللعلم أنه وخلال الاحتجاج ضمنت ذات المصلحة الخدمة الأدنى للمرضى سواء تعلق الأمر بقاعات التوليد أو الفحوصات. وللتذكير فإنّ ذات الجناح يسجل يوميا ما بين 25 و 35 ولادة عادية، فضلا عن ما بين 15 و20 ولادة قيصرية، مقابل 240 سريرا تحتضنه المصلحة، هذا العدد الذي أضحى لا يكفي مقارنة بعدد الوافدين عليها، هذا فضلا عن ضبط أكثر من 100 فحص عادي واستعجالي في اليوم.وفي ذات السياق تجدر الإشارة إلى أنّ ظاهرة التوافد على المركز الاستشفائي الجامعي الدكتور "بن زرجب" تعرف استفحالا كبيرا، ولا يقتصر الأمر على مصلحة التوليد وأمراض النساء فقط، وإنّما معظم المصالح المتواجدة بهذا الهيكل الصحي أضحت تعاني الاكتظاظ نتيجة إرسال المرضى من طرف المستشفيات المتواجدة بالجهة الغربية من الوطن، أو حتى تلك الكائنة داخل الولاية، وأحيانا أخرى التوجه الإرادي من طرف المواطنين إلى هذا المركز الصحي لأبسط الأمور متناسين تماما دور مؤسسات الصحة الجوارية التي تنشط 24 ساعة على 24، الأمر الذي أضحى يساهم في الضغط الكبير ما ينجر عنه عدم التكفلّ الجيّد بالمرضى، من جهة وإرهاق الأطباء من جهة أخرى، مقارنة بنظرائهم الناشطين بمختلف المؤسسات الصحية الأخرى سواء المتواجدة عبر الولاية، أو غيرها كتلك الواقعة بولايات الجهة الغربية من الوطن. ولذا يبقى على المسؤولين على قطاع الصحة بمن فيهم الوزارة الوصية بضرورة التدخل العاجل لإعادة النظر في الخارطة الصحية على مستوى ولاية وهران، وإنقاذ مستشفى "البلاطو" الجامعي من الضغط المسلّط عليه، في الوقت الذي نجد بأنّ الإمكانيات التي تستفيد منها جميع المراكز الاستشفائية المتواجدة بالولاية والمناطق الغربية من الوطن متساوية إلاّ أن الضغط يقتصر على مستشفى "بن زرجب" فقط.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)