الجزائر

رسالة إلى مواطن فرنسي الجدير بالذكر




رسالة إلى مواطن فرنسي                                    الجدير بالذكر
أيها المواطن الفرنسي المحب لبلده الغيور على تاريخه، ثقافته وإرثه الحضاري، يسعدني أن أقدم لك أخلص التهاني بمناسبة عيدك الوطني المصادف للرابع عشر من جويلية وهو تاريخ اقتحام أسلافك لسجن الباستيل وتحرير سجنائه من السياسيين، والإعلان عن سقوط النظام الاستبدادي الإقطاعي والتمرد على الملكية... هنيئا لك ولأمتك هذا الانعتاق، هذا التحرر وهذا الإنجاز الإنساني الكبير..
لقد قام رئيس بلدي مشكورا بواجب التهنئة، وبعث برسالة إلى رئيس بلدك المنتخب حديثا، والذي يبدو أنه أكثر مرونة من سلفه في التعامل مع ”الأهالي” و”الأنديجان” وأكثر تفهما لانشغالاتهم، ربما لأنه فرنسي أبا عن جد وليس كسابقه المتفرنس والذي يريد أن يؤكد بأنه فرنسي أكثر من الآخرين.. رسائل الملوك والرؤساء غالبا ما يتغلب عليها الطابع البروتوكولي الديبلوماسي وكثيرا ما تقفز على بعض الحقائق التي ترى أن التوقيت غير مناسب لها.. لكن رئيسنا حاول التذكير بالماضي البشع لبلدكم في بلدنا بلطف، يتطلبه المقام فقد قال السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي هو رئيسنا للسيد فرانسوا هولاند، الذي هو رئيسكم : ”لقد سبقت العلاقات بين الجزائر وفرنسا في الزمن الفترة الإستعمارية التي وسمت بوجه أخص تاريخنا المشترك وتركت آثارا دائمة لدى شعبينا. إن الجروح التي أحدثتها لدى الجزائريين جروح عميقة لكننا نريد مثلكم أن نيمم شطر المقبل من الأيام وأن نحاول أن نصوغ منها مستقبلا يسوده السلم والرخاء لصالح شباب بلدينا. لقد آن الأوان في سبيل ذلك للتخلص من أدران الماضي بأن نخضعه سويا ضمن المناسب من الأطر لفحص حصيف وشجاع سيساهم في تعزيز أواصر الإعتبار والصداقة بيننا”. ولأنك أيها المواطن الفرنسي الصالح لست رئيسا لبلدك وأنا لست رئيسا لبلدي أطلب منك أن تستبدل عبارة ”آثارا دائمة” بعبارة ”آثارا دامية دائمة” لأن كل جرائم دولتك ماثلة إلى الآن ومن الصعب القفز عنها أو نسيانها بالسهولة التي يريدها المتفائلون من الطرفين....
ويقول رئيس دولتنا لرئيس دولتكم، بنفس النبرة الهادئة وبنفس التأدب في الحديث: ”إنني أود فضلا عن ذلك أن أعرب لكم عن تمام استعدادي للعمل معكم في سبيل توثيق العلاقات، التعاون والحوار بغية إقامة شراكة عمادها الإمكانيات التي يزخر بها بلدانا وتكون كفيلة بالاستجابة لتطلعات شعبينا”.
نعم شعبنا يريد شراكة حقيقية، لا أن تعودوا إلى ديارنا بصورة المستعمر الجديد الذي يأخذ ولا يعط، ينهب خيراتنا ويستعبد شبابنا ويستأثر بالجزء الأكبر والأهم من استثماره..
أيها المواطن الفرنسي أسلافك مع الأسف الشديد لم يكونوا ملائكة ولم يكونوا إنسانيين، وعليه أتمنى أن يصحو ضميرك بهذه المناسبة وتطالب دولتك الاعتراف بجرائمها في الجزائر والتي فاقت بعشرات المرات ما قامت به النازية...
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)