الجزائر - A la une



رحيل الفنان «أبو جمال»
شُيّع اليوم بمقبرة زرالدة جثمان فقيد السينما الجزائرية الفنان أرزقي رابح المدعو أبو جمال، وهذا عن عمر ناهز 78 سنة. وقد عانى الفنان من أمراض الضغط والسكري ومرض القلب، كما تم بتر رجله. وللفنان مشاركات كثيرة في الفن السابع والرابع أيضا، أبرزها «الطاكسي المخفي». كما شارك في عدة أفلام عربية وأجنبية أمام ممثلين مشهورين مثل جيرار دوبارديو وعبد الله غيث.وقد سبق ل «المساء» أن زارت الفنان سنة 2008، حينما كان قابعا بمستشفى التأهيل الحركي للشاطئ الأزرق. وهناك فتح الفنان الراحل أبو جمال قلبه لنا، وأخبرنا بحاله المزري، وكذا بمسيرته الفنية التي فتحت له أبواب الشهرة مع الجمهور، ولكنها لم تمنعه من الإحساس بالوحدة وهو مريض بالمستشفى.أبوجمال أخبرنا أنه يتقاضى 14 ألف دينار منحة التقاعد من المسرح، وهو يعول عائلته وعائلة أخيه المتوفى، وبالتالي فهو متكفل ب 22 فردا. كما تعرّض لحادث أثناء تصوير الجزء الثاني من فيلم «الطاكسي المخفي» في عام 1997 بعنابة (توقف تصويره)؛ حيث داست على أصابعه أجهزة الكاميرا أثناء نقلها لتصوير المشاهد، مضيفا أنه كان يرتدي خفا آنذاك، وغيّره بحذاء، ثم واصل التمثيل، وهذا ما كان سببا في تحجر الدم في أصابع قدميه المريضة وأخذ بعد ذلك إلى المستشفى، لتتكفل به وزارة الثقافة وترسله إلى فرنسا ويظل ثلاثة أشهر هناك، ولكنه رفض أن تجرى له عملية جراحية خوفا من الموت في الغربة، فعاد إلى البلد وخضع لعملية جراحية في مستشفى مايو؛ حيث كادت أن تُبتر رجله لما آلت إليه من مرض، خاصة أنه مصاب بمرض السكري. وفي سنة 2000 أُدخل إلى مستشفى مصطفى باشا، وأجريت له عملية على مستوى عينه اليمنى؛ حيث نزعت عنها الغشاوة أو ما يسمى «كاتاركت». وفي سنة 2003 تكفلت به وزارة الثقافة وأرسلته إلى فرنسا؛ حيث أجريت له عملية جراحية عن الدوالي، لينتقل إلى مستشفى زرالدة، ويكتشف بكل ألم أن رجله الثانية أصابتها الغرغرينة، فتم بترها.وعمل الفنان في عدة أفلام من بينها: «الطاكسي المخفي»، «حسان الطاكسي»، «الغولة» وأفلام أخرى قدمتها للجمهور وأدخلته قاموس الفن الجزائري بكل استحقاق.أبعد من ذلك، فقد كان للممثل الجزائري مشاركات كثيرة في أفلام أجنبية فرنسية، بلجيكية، إيطالية، علاوة على البلدان الشقيقة المغربية والتونسية.بالمقابل، قال الفنان الراحل إن الكشافة كانت خطوته الأولى نحو النضال، وذلك منذ نعومة أظفاره. كما درس في المدرسة الفرنسية والمدرسة العربية، لينتقل إلى عالم آخر، ألا وهو «التمثيل»، وذلك سنة 1945، فمثل إلى جانب الفنان القدير حسن الحسني سنتي 1946 و1947، ثم مع الممثل القدير رويشد سنة 1949، فكان أداؤه في سكاتش «ما أجرأه!» وغناؤه أغنية «كل واحد كيفاش يتربى»، مميزا.أرزقي رابح أو أبوجمال، كما سمته الفنانة لطيفة التي كانت سببا في ولوجه عالم الفن، توقف أيضا عند عمل في التلفزيون سنة 1956، وكان أول فيلم مثله هو لمحيي الدين بشطارزي تحت عنوان «يا سعدي» رفقة كوكبة أعمدة الفن في الجزائر، على غرار فريدة صابونجي، بشطارزي، جلول حميد والمطربة فضيلة الدزيرية. كما عمل في الإذاعة مع رضا الفلكي في حصة الأطفال «الحديقة الساحرة» وفي التلفزيون؛ حيث كان مديرها جاك بودوس في حصتين «الجزائر على الخشبة»، تضم مجموعة من السكاتشات و»الارتجالية»، وهو حول الفن السابع، لينتقل إلى التمثيل في فرنسا سنة 1957، وبالضبط في منطقة نانتير، ويعمل في الإذاعة هناك.كما كشف الفنان الراحل أبوجمال أنه كان ضمن المجموعات الفدائية بفرنسا. وأضاف أنه أُدخل السجن في نفس المنطقة، وفرّ بعدها إلى الجزائر سنة 1958، ليقاد إلى أداء الخدمة العسكرية في برشلونة، ويفر مرة ثانية، ويعود رغم ذلك إلى العمل في التلفزيون متخفيا.أبوجمال أكد أنه هو من حمل العلم الجزائري ووضعه في جامع اليهود خلال مظاهرات 1960، ليصاب إثر هذا الفعل بجروح ناتجة عن رصاصات اخترقت جسده وينساق إلى مراكز التعذيب، لتكون البداية مع التعذيب الذي - حسبه - تعرّض له في أكثر من مركز، لتكون الخاتمة في سجن سركاجي إلى غاية تاريخ وقف إطلاق النار.بعد الاستقلال، عاد أبوجمال إلى المسرح، ومن ثم إلى السينما مع أحمد راشدي بفيلم «فجر المعذبين» سنة 1965، وفيلم «الصوت» مع سليم رياض، ومن ثم فيلم «حسان طيرو» لأخضر حمينة. وانتقل إلى فرنسا مرة أخرى ليصور عدة أفلام مع إيف ألنجي، ومنها إلى إيطاليا وبلجيكا والمغرب وتونس؛ حيث صوّر العديد من الأعمال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)