الجزائر - A la une

راحة الزائر في مسجد «سيدي الناصر »


يعتبر مسجد سيدي الناصر العتيق بمدينة فرندة بتيارت والذي رُفعت دعائمه وشُيدت أساساته قبل أكثر من 8 قرون ، أحد أهمّ المعالم التي تكشف الجذور العريقة للمنطقة، حيث يرى بعض المؤرخين أنّ تسمية مسجد سيدي الناصر يعود إلى الولي الصالح سيدي الناصر بن عبد الرحمان « سلطان مازونة « الذي أقام بهذا المكان وهو في رحلته من مازونة إلى منطقة وادي القصب ، وهو مكان ضريحه المزار الآن» حاليا نقطة حدود ولايات تيارت-البيض-الأغواط «.يوجد هذا المسجد بحي الباب الكبير، ويحوي خلوة تعبد للولي الصالح سيدي الناصر في زاوية من زواياه، تحكي الأسرار الروحية لهذا العلامة الذي كان سلطانا على إمارة «ماسة» المشهورة بتجارة الذهب في ذلك الوقت، ثم سلطانا على إمارة « مازونة» المعروفة بالعلوم والفنون في عهد دولة بني عبد الواد الذي كان يمثل عبر التاريخ القصبة العتيقة بمدينة فرندة .
وقد عاش سيدي الناصر بن عبد الرحمن مابين القرن ال8 وال9 هجري، وله مؤلفات عديدة نذكر منها « النوائح في طب الجوارح»، وكتاب « روح البيان الجامع الحديث والقرآن «، و كان من بين مشايخه سيدي خالد بن زكريا ، كان سيدي الناصر بن عبد الرحمان حاكما وعالما ومعلما ومؤلفا وكانت حياته ملهمة في شتى الميادين ، حيث مارس السياسة وزاول العلم وتبحر في التصوف حتى عد من رجالاته الكبار ، ويندرج المسجد العتيق ضمن المعالم الدينية الإسلامية المهمّة في الجزائر، لكنه لم يصنف بعد كمسجد وطني وتاريخي من قبل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ولم يصنف من قبل منظمة اليونيسكو، كمعلماً أثريّاً ، كما أنّه من المعالم الحضارية التي لعبت دورا بارزا في نشر القرآن الكريم، وعلومه بين سكان فرندة ، فضلا عن دوره التاريخي والجهادي في مواجهة الاحتلال الفرنسي.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)