رئيس الحكومة المغربية

أقرّ رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، ب"تقصير" سلطات بلاده في الاهتمام بالمناطق الريفية المغربية، معتبرا أنها لا تزال تعيش في حقبة "ما قبل التاريخ". وقال بن كيران، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح المجلس الأعلى لإعداد التراب المغربي، يوم الخميس، بالعاصمة الرباط، "لابد أن نعترف أننا مقصرون في حق البادية المغربية".وأضاف: "غير معقول أننا تجاوزنا حوالي 60 سنة من الاستقلال، وعندنا بواد لا زالت تعيش في ما قبل التاريخ"، وشدد بنكيران على ضرورة إيلاء اهتمام أكبر بمن وصفهم ب"الضعفاء"، معتبرا أن هذا الأمر حق من حقوق المواطنة، معتبرا أنّ المجتمع السليم ليس من يفكر في الأقوياء فحسب أو الأشخاص القادرين بأنفسهم دون التفكير في فئة الضعفاء والمهمشين. ووصف بنكيران الحد الأدنى للأجور المعمول به في المملكة (نحو 255 دولار) على أنه "مصروف جيب لا أكثر ولا أقل"، ولا يؤمن حياة المغاربة.ويشار إلى أنّ سكان البادية في المغرب يعيشون حرمانا مطلقا، ما اضطر الملايين منهم إلى هجرة مناطقهم نحو أحزمة الفقر بالمدن. ولم تستفد العديد من المناطق النائية من المنجزات العلمية، ولا من إنجازات الإنسانية في مختلف الميادين. وبحسب الباحث المغربي علي فقير، يرجع السبب في هذا الواقع إلى "سياسات التهميش والإقصاء التي اتبعتها الدولة المخزنية تجاه سكان "المغرب غير النافع". وحتى سكان "المناطق النافعة" التي تسود فيها الرأسمالية، فإن الملايين من الفلاحين الفقراء أو بدون أرض، والعمال الزراعيين، يعيشون ظروفا قاسية نظرا لسيادة "قانون الغاب"، والرأسمالية الزراعية المتوحشة".