الجزائر

رأي حار تقدر .... تربح المليار!



في زمن النيّة عام الغفلة أيام الخبز والماء والصفاء والنقاء من كان يحلم برؤية المليون ؟ مائة ورقة عريضة من فئة مائة دينار! وإن عددت بالسنتيم آنذاك لضاع منك الحساب إلى أن تستعين بالقربى والجيران ....؟
مليون ؟ «حاجة» كبيرة ! قد تكفيك زفافا كاملا بالصداق والطعام وكل شيء... في تلك الأيام، لمّا كان النقد عزيزا مكرّما المليون كان مرادفا بكل بساطة للثراء والرخاء فسيارة 404 البيضاء أو السوداء على حد سواء بنصف مليون وأمّا الكراء لمّا كان الشعب كل الشعب «كرّاية» فبألفي سنتيم أو بالكاد «بخمسالاف» إذا أنت اخترت منزلا فسيحا من 3 غرف وحوش...
«بورجوازي» ذاك من كان يملك المليون ! و«البرجوازيون» في زمن الهمة أيام العفّة من لديهم المليون إنما كانوا يعدّون واحدا من مليون يعني «مليونيراً» فريدا ضمن مليون نسمة ....
و... سر! أيها «الدرويش» اليوم واحص «المليونيرات» بل وحاول أيها «المرابط» أن ترصد من بعيد عدد «المليارديرات» أعدادا مركبة، ترصّد طبعا لأنك لن يمكنك أن ترصد «مليونيرا» أو «مليارديرا» وسط الزحمة من فرط التمويه والتهرب فهؤلاء يخشون عيون الحساد ويتقون باحترافية شر العين!
«المليونيرات» و«المليارديرات» إذن عملية حسابية عسيرة! عليك أيها المغفل أن «تنهض باكراً» لضبط الحساب منذ أن تمدد العقار ذات الشرق والغرب شطر الشمال والجنوب فلا أرض غناء ولا بقعة جدباء إلا وتم تسييجها وتحصينها وتقاسمها حين تدفقت البنوك قروضا سخية بالصداقة وبالتراضي وفتحت المؤسسات عدتها وعتادها على أسهم وعلى سهام الانتهازيين وساب المال العام بقوة التسيّب وشاعت الاختلاسات إلى أبسط مكاتب البريد النائية بالمليارات وحماتها أخطر من «حرامييها» ... سطو مسلح على مركز بريد مثلا تنتج عنه سرقة 250 مليون سنتيم وبالمقابل فإن «بطل» الاختلاس بدون عناء ولا حياء وبمجرد عملية على «لونديناتور» «يأخذ» و«يستولي» و«يحوّل» 7 ملايير في رمشة عين ... ولا حرج!...
عجينة هذه البلاد ! .. «الخير» يتدفق ! مُدَّ يدك وأجمع ما شئت من الملايين ومن الملايير وكل من البنوك ومن «البوشطات» من الصفقات من الشراكة والشركات من مشاريع الإعمار ومن مشاريع الاستثمار كن قرشا ولا تترك فلسا من دراهم «الڤاز» ومن مال «البايلك» ... ولا حرج ! ... لا حرج لما ولّى زمن البقرة الحلوب وحل عهد «الحسيان» ! عهد «المليونيرات» و«المليارديرات» فلا تنسى ... تقدر ! تقدر ! تقدر تربح ! ...
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)