دور الجزائر محوري في حل الأزمة الليبية

حذرت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيدركا موغريني، أمس، من مخاطر التدخل العسكري في ليبيا وشددت على أن "دور بلدان الجوار على غرار الجزائر وتونس ومصر محوري في إيجاد مخرج سياسي يتفق عليه فرقاء الأزمة".ففي حديث خصت به يومية لوموند أوضحت المسؤولة الأوربية تقول "تعتبر ليبيا حاليا بلدا غير مستقر وأن عمل الاتحاد الأوروبي مثلما هو الشأن بالنسبة للمجتمع الدولي يكمن في البحث عن حل سياسي للأزمة. إنها الأولية المطلقة أكثر من مسألة الهجرة"، مضيفة "ننسى في بعض الأحيان أنه يوجد ليبيون في ليبيا".وترى رئيسة دبلوماسية الاتحاد الأوروبي أن الأمر يتعلق بإقامة دولة مستقلة من خلال إيجاد اتفاق سياسي يسمح لمختلف الأطراف المتنازعة لاسيما الجنرال حفتر بتقاسم المسؤولية على رأس السلطة، مشددة على ضرورة إيجاد طريقة لتوحيد الليبيين في إطار وساطة الأمم المتحدة حتى يتقاسموا مسؤولية تسيير بلدهم. وبخصوص مسألة الهجرة صرحت المتحدثة بأنه من المستحيل اليوم قطع طريق منطقة المتوسط الوسطى على الأقل ليس قبل تسوية الأزمة في ليبيا.وفي هذا الصدد أضافت السيدة موغريني "يجب علينا احترام القوانين الدولية حول عدم إرجاع المهاجرين بل يجب إنقاذهم أولا ثم مناقشة موضوع إمكانية استفادتهم من حق اللجوء"، مشيرة الى أن حماية المهاجرين تكتسي أولية بالنسبة للاتحاد الأوروبي.من جهة أخرى أوضحت المتحدثة أن عملية صوفيا في منطقة المتوسط بمشاركة 25 دولة من الاتحاد الأوروبي والتي تهدف خاصة الى مكافحة شبكات التهريب سمحت بإنقاذ 39000 شخص، علما أنه تم تسليم نحو 100 مهرب للعدالة الإيطالية وحجز أكثر من 400 سفينة. وفيما يتعلق بالملف السوري أكدت السيدة موغريني أن الاتحاد الأوربي سيلعب دورا محوريا في إعادة بناء سوريا مشيرة الى أن الدول الأعضاء استثمرت حوالي 10 ملايير أورو في اطار المساعدة الإنسانية. في هذا الشأن صرحت تقول "يمكن إعادة بعث مفاوضات جنيف بالاتفاق مع الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة ومبعوثه الى سوريا ستافان دي ميستورا، علما أن كلفة إعادة بناء سوريا ستتجاوز كل التصورات. ولا يمكن لأي كان سواء الروس أو بلدان الخليج أو الأمريكان القيام بذلك فرديا ولا حتى الاتحاد الأوروبي لكن سيكون له دور محوري"، مشددة على أن عملية إعادة البناء لا يمكن أن تنطلق قبل انطلاق مسار الانتقال السياسي.