الجزائر - A la une

دماء غزة تجرف الأمم المتحدة؟




دماء غزة تجرف الأمم المتحدة؟
الديمقراطية من حيث هي آلية لتنظيم حياة المجتمعات سواء في علاقاتها الداخلية أو علاقاتها في محيطها العام، تبدو أحسن آلية ابتكرها الفكر الإنساني، لكن عندما نرى ما يجري في فلسطين وتحديدا في غزة من حرب إبادة وتعدي صارخ على الحق في الحياة، نكون أمام خيار مراجعة الكثير من المفاهيم، بل ووضعها بين قوسين إلى غاية التأكد من خلفياتها وفلسفتها ومراميها… فعندما نتحدث مثلا عن القانون الدولي الإنساني وحرية الشعوب وهيئة الأمم المتحدة كإطار لحماية حرية الشعوب وديمقراطيتها، تجدنا نراها تسقط لما يتعلق الأمر بفلسطين، تراها تتجنب إسرائيل التي لا تقيم أي اعتبار لهذه المفاهيم التي اجمع عليها المجتمع الدولي، ومن هنا يتضح جليا ان العدالة والمساواة في العلاقات الدولية تماما كما هي حرية الشعوب وسيادة الدول مجرد شعارات براقة تخفي وراءها الكثير من الأهداف المشبوهة.هيئة الأمم المتحدة اليوم تنهار في غزة، والقانون الدولي ينهار، وسلطة الديمقراطية تسقط تحت ضربات صواريخ الإسرائيليين التي لا تترك إلا دمارا وخرابا ودماء وفناء…اليوم أحرار العالم أمام امتحان آخر، نضال آخر، وهو البحث عن هيئة دولية تكون بديلة للأمم المتحدة قد تعيد الأوضاع إلى نصابها، قد تكون بمقدورها حماية الإنسان أي إنسان، حماية الحق في الحياة، ذلك لأن الأمم المتحدة اليوم بالياتها وصلت إلى مرحلة لم تعد قادرة على تقديم الحلول والبدائل ولكن أيضا فاقدة لسلطة القرار، وهو ما يعني ان شرعية بقائها انهارت وجرفتها دماء الفلسطينيين كما جرفت الحرب العالمية الأولى والثانية عصبة الأمم المتحدة…




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)