الجزائر - A la une

دعوة مريبة للإبقاء على "داعش"؟!



دعوة مريبة للإبقاء على
نشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية مؤخرا سلسلة لقاءات أجرتها مع جنرالات في الجيش الصهيوني، أجمعوا فيها على "نصح" الإدارة الأمريكية بعدم القضاء على "داعش" والإبقاء على "خلافته" في أجزاء من الأراضي السورية والعراقية!وبرّر الجنرالات الصهاينة دعوتهم بأن "داعش أقل سوءا من القاعدة" وغير معادٍ للغرب، وهو يحارب "القاعدة" و"حزب الله" والأسد، وذهب أحدُهم إلى حدّ اعتباره "تنظيما معتدلا" بالرغم من كلّ الجرائم الوحشية التي ارتكبها في مختلف أنحاء العالم! وتؤكد هذه التصريحات مدى توظيف "داعش"، ولو بشكل غير مباشر، لتنفيذ الأجندة الصهيونية بالمنطقة، فمادام هذا التنظيم يحارب مجموعة من أعداء الكيان الصهيوني نيابة عنه ويجنّبه عناء الدخول معهم في حروب مباشرة قد يخسر فيها بعض جنوده، فإنه يخدم مصلحة هذا الكيان، والمطلوب من الحليف الأمريكي هو تفادي القضاء عليه والاكتفاء بتحجيم خطره فقط، حتى لا يهيمن على دولٍ بأكملها في المنطقة ويخرج عن كل سيطرة. في جوان 2014 تمكن "داعش" من السيطرة على الموصل ونحو 40 بالمائة من أراضي العراق ونصف الأراضي السورية وبات يهدِّد بغداد نفسها، فشكّلت أمريكا تحالفاً عالمياً يضمّ نحو 60 بلداً وشرعت في محاربته وقصف مواقع سيطرته بأحدث الطائرات، لكن الملاحَظ أن آلاف الغارات التي شنّتها أمريكا وحلفاؤها لم تُوهن التنظيم الذي تحدى التحالف الدولي بشعاره المشهور "باقية وتتمدّد"، واستمرّ في زحفه على مناطق أخرى بالبلدين، ما دفع المسؤولين العراقيين والسوريين إلى التصريح مراراً بأن التحالف غير جادّ في مكافحة "داعش"، وردّ الأمريكيون بأن إلحاق الهزيمة بالتنظيم "يتطلب 30 سنة كاملة؟!" وكأنَّهم سيحاربون دولة عظمى جبّارة عسكريا تملك جيشا جرّارا وطائرات حديثة وصواريخ وفرقاطات وأسلحة نووية..!وعندما نعود إلى تصريح وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري قبل نحو عام بأن أمريكا تركت "داعش" يزحف على مناطق واسعة في سوريا، لأن ذلك يُضعِف النظام ويخدم المعارضة السورية، فإننا نُدرك أن تفكير الجنرالات الصهاينة وأمريكا ينبع من مصدرٍ واحد.منذ سنوات، لم تستهدف "داعش" الكيانَ الصهيوني إلا مرات قليلة عن طريق "ولاية سيناء" بمصر، وكانت عمليات محتشمة ضعيفة التأثير، في حين قتل عشرات الآلاف من المسلمين.. فلماذا تقضي عليه أمريكا إذن وهو لا يشكل أي تهديد وجودي للاحتلال الصهيوني وبأسه شديد على المسلمين وحدهم؟منذ أيام فقط، استطاع "داعش" دخول أحياءٍ في مدينة "ماراوي" بالفلبين، 800 كلم جنوب العاصمة مانيلا، وإلى حدّ الساعة لم يتمكّن الجيشُ الفلبيني من طرده منها، فكيف يستطيع هذا التنظيم الوصول إلى بلدٍ يبعد عن الشرق الأوسط بآلاف الكيلومترات، ولا يستطيع الوصولَ إلى فلسطين المحتلة وهي على مرمى حجرٍ منه؟أمرٌ آخر: ليس هناك تنظيمٌ أسوأ من "داعش" يشوّه الإسلام؛ دين الرحمة والوسطية والتعايش، ويقدِّمه في هذه الصورة الدموية المتوحّشة والمُرعبة التي تنفّر الناس منه في شتى أنحاء العالم، وهذا سببٌ آخر كاف للإبقاء عليه.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)