الجزائر - A la une

"دعها تُثلج" قصة صبرينة.. من ضحية خطأ طبي إلى قضية رأي عام





”أمي، أنا أذكر إعاقتي في رأسي، وهذا التفكير يزعجني، أريد رميه، كسره، قتله حتى أعيش كامرأة قوية ومستقلة. أين هي حياتي، أين أملي.. أين السعادة بالنسبة لي، لأمي ولأبي؟ أنا أصرخ هذه الأزمة، أصرخ هذا الألم الذي جعلكم في تشويش، وأنا سأبقى في انتظار، في انتظار ما سيفاجئني لأعيش حياتي”. هي صرخات صبرينة التي أرادت والدتها السيدة ”لينا سعداوي” أن توصلها للرأي العام عن طريق كتاب بعنوان ”دعها تثلج.. حياة رهائن محتجزين في دولة فود”، الذي تروي فيه مأساة ابنة ولدت تحت وقع خطأ طبي وتعيش تحت رناته إلى يومنا هذا. فمن هي صبرينة؟ وكيف أصبحت قضية رأي عام في المجتمع السويسري؟اختار والدا صبرينة سويسرا كبلد لحياة ملؤها الازدهار والرفاهية، ليكون هو نفسه البلد الذي يصنع مأساة اسمها ”الخطأ الطبي”، فبعد الانتهاء من قراءة الكتاب سيشعر القارئ بمدى النكد الذي تعيشه هذه العائلة الجزائرية المغتربة، فقد وضعت السيدة سعداوي مولودها صبرينة بالمستشفى الاستشفائي الجامعي ”فودوا” ب”لوزان” يوم 11 أفريل 1979 فترة الظهيرة، لتجد نفسها وحدها داخل قاعة الولادة رفقة قابلة متربصة، ولتكون عملية التوليد خاطئة، ما أثر على المولود وتسبب له في إعاقة. تمر الآن 36 سنة عن زمن الحادثة وصبرينة دائما مصنفة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولم تظفر بحقها بعد في بلد الحياد. سردت السيدة ”لينا سعداوي” عبر كتابها ما عاشته قبل الولادة ببضعة أيام في الصفحة 18:”ستة أيام قبل زمن الولادة يوم 6 أفريل 1976 قمت بفحص طبي خاص لأمراض النساء والتوليد في مركز المستشفى الجامعي فودوا، كل شيء كان على ما يرام. في الصباح الباكر ليوم 11 أفريل شعرت بالتقلصات الأولى، وتوجهت رفقة أختي لوضع الجنين. اضطرت بعدها للذهاب بعد أن تركتني رفقة الفريق الطبي، تم قبولي في مرحلة ما قبل الولادة وتم التكفل بي من قبل أخصائي أمراض النساء والتوليد، وقابلة وعدد من المتربصين، أمضيت حوالي 3 ساعات داخل القاعة.. أخصائي أمراض النساء والتوليد سألني إن كنت قابلة، بحكم أنني أجبت عن أسئلة المتربصين!”. في حوالي الساعة 11 صباحا، الطبيب المختص قرر أنه قد حان الوقت لنزولي إلى قاعة التوليد، بعد أن ظن أن الجنين سيخرج إلى الحياة في حدود 12 سا والنصف إلى تمام الواحدة بعد منتصف النهار..”، لتواصل السيدة لينا سعداوي في الصفحة 19 سرد ما عاشته داخل قاعة التوليد:”.. بعد وضع خطة العمل من قبل لجنة التحقيق، ذهب الطبيب المختص والقابلة، كذلك المساعدات والمتربصين، باستثناء متربصة بقيت معها وحدي. كنا في منتصف النهار، زمن التوليد. في ضوء نقاش بيننا كشفت لي الشابة المتربصة أنها لم تحضر قبلا عملية التوليد. تم تثبيتي بعدها على السرير بعيدا عن الجرس، بدون شريحة. لماذا هذا الترتيب؟”. حذرت المتربصة أنني مقبلة على الولادة من الوهلة الأولى.. ثم صرخت”إني أرى الرأس”، تملكها الذعر، انتظرت مرور التقلص الكبير بين الساقين.. العودة المفاجئة للقابلة ومساعديها حول الكابوس إلى مذبحة. القابلة اتخذت مبادرة لم تتخذ في الحسبان.. رأس الرضيع كان مقبلا، لم أكن مثبتة للولادة حسب القواعد اللازمة.. ثم رأيت القابلة تدخل أداة، وسألتها:”ماذا تفعلين؟”، أجابتني بقولها: ”أقوم ببضع الفرج”، الأمر مستحيل! قلت لها أن الرأس مقبل على الخروج واستعمال الأداة لن يجدي نفعا!.. قالت لي:”في سويسرا، لا ولادة بدون بضع الفرج”، وبواسطة خط في يديها دفعت الطفل إلى الداخل. تضيف لينا سعداوي في كتابها:”التحقيق الذي أجراه المستشفى الجامعي فود كان يحاول إثبات أن القابلة كانت تريد دعم العجان (أي المنطقة ما بين الدبر وأصل الفرج) باستعمال أداة بضع الفرج، وهذا في الحقيقة فعل مخالف للطبيعة، والذي يتأكد من خلال صبرينة التي ولدت من دون انكماش أو دفع من قبلي، ولادتها كانت كولادة الطفل ميتا”. بعد الحادثة تم تصنيف المولود صبرينة معاقة بنسبة 100 بالمائة.إضراب عن الطعام لمدة 16 يوما و8 آلاف شخص يمضون العريضة نشرت مجلة فيمينا ”FEMINA” السويسرية بتاريخ 2012.01.22 في صفحة ”نساء” التي تتناول فيها كل مرة قضية حساسة لامرأة، موضوع صبرينة في مقال بعنوان ”ابنتي، معركتي”، حيث أبرزت نضال الأم ميدانيا للظفر بحق الابنة. فحسب المجلة فقد أضربت السيدة سعداوي عن الطعام لمدة 16 يوما بساحة ”سانت فرانسوا” في أفريل 2002، لتؤكد لنا لينا سعداوي عبر اتصال ل ”الفجر” عبر صفحتها الرسمية بموقع فايسبوك ” combat de 36 ans pour la justice Un”، أنها حصلت وقتها على توقيع 8 آلاف شخص تضامنا مع قضية ابنتها. ليضيف المقال ”أن لينا سعداوي انتقدت لعنادها، لأنها أجنبية، لأنها لا تبحث عن المال، ولكن أم صبرينة مكافحة.. واليوم لينا متعبة وأملها أن تكون حياة صبرينة مؤمّنة ماديا”. ماي 2015 موعد جديد للتوقيع على العريضةنشر الموقع الرسمي ”petites”، وهو موقع خاص بغرب سويسرا، آخر إعلان من قبل السيدة لينا سعداوي بعنوان ”متطوعون لهدف نبيل” بتاريخ 2015.05.18 حول البحث عن متطوعين لمساعدتها في عملية التوقيع على العريضة من قبل المواطنين. وقد حددت المواعيد على النحو التالي: أسبوع في لوزان من 5 إلى 10 جانفي 2015، أسبوع في نيوشاتل من 12 إلى 17 جانفي 2015، كذلك موعد في جنيف أيام 19، 21، و23 جانفي 2015، وأسبوع في بيرن من 26 إلى 31 جانفي 2015. وحدد برنامج النشاط في السفر إلى مدن مختلفة، تثبيت وإلغاء تثبيت المواقف التي تم على مستواها النشاط، توقيع العرائض وتوزيع النشرات، علما أن التوقيع على العريضة سيكون حول حق ضحايا الأخطاء الطبية ابتداء من ابنتي من قبل من تبلغ أعمارهم من 10 إلى 30 سنة. وقد تم السماح بهذا العمل في كل مدينة.سألنا السيدة لينا سعداوي في ذات الاتصال، عن عدد التوقيعات التي حصلت عليها في آخر عريضة، لتؤكد لنا أن عملية التوقيع لاتزال مستمرة إلى اليوم، علما أن قضية صبرينة ليست قضية عائلة سعداوي فحسب، بل هي قضية رأي عام.لينا سعداوي: ”ابنتي معركتي”.. ماذا بعد؟تشير السيدة ”لينا سعداوي” في كتابها إلى سيرورة عملية الولادة التي لم تتوافق والمعايير العلمية المعمول بها، ما تسبب في إعاقة للطفلة منذ زمن ولادتها إلى غاية اليوم، والتي تبلغ من العمر حاليا 36 سنة. وقد أكدت ذات المتحدثة أن العدالة تفاجأت واندهشت، وحزنت على الضحية. ورغم أن الصحافة السويسرية من جرائد وقنوات قد التفت للقضية، إلا أنها لم يفصل فيها بعد، ولاتزال النكبة اسمها ”صبرينة”.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)