الجزائر - A la une


دروس قسنطينة!
تحية حارة للشرطي الذي واجه الخطر بكل شجاعة وأنقذ العشرات من المواطنين الذين كان الانتحاري يستهدفهم إلى جانب مقر الأمن الحضري بباب القنطرة، وهذا ليس غريبا على الشرطة الجزائرية. ألم يدفع شرطي حياته حماية لرئيس الجمهورية في إحدى زياراته إلى باتنة سنة 2008 عندما رمى بنفسه على إرهابي كان سيطلق النار على الرئيس حمى البلاد بدورها من كارثة حقيقية؟تأتي هذه الحادثة أياما بعد حادث مأساوي عندما فض رجال الشرطة احتجاجات طلاب الصيدلة بالعنف، فهل سيمحو شرطي قسنطينة خطأ زميله بالعاصمة؟لا مجال للمقارنة طبعا فبقدر الانحناء أمام تضحيات الشرطة ندين تورط هؤلاء في العنف ضد الطلبة وضد أية حركة احتجاجية سلمية.العملية الإرهابية التي استهدفت قسنطينة والتي كان ضجيجها أكثر من ضررها لحسن الحظ، هي محاولة من الجماعات الإرهابية الرد على الضربة الموجعة التي تلقوها في البويرة وبومرداس، فحاولوا العودة بعملية استعراضية للتقليل من انتصارات الجيش على الجماعات الإرهابية، ومن هنا تكمن أهمية ما قام به الشرطي الذي تصدى للانتحاري وحرمه من تحقيق إنجاز ورسالة إلى دواعش الخارج، على أن الجزائر ليست آمنة.الرسالة أيضا كانت موجهة إلى قائد الأركان أحمد ڤايد صالح الذي كان متواجدا هناك، وكانت ستؤدي إلى كارثة حقيقية لولا فطنة الشرطي، والخلل راجع لنقص التغطية الاستعلامية التي كان لها الفضل سنوات مضت في الانتصار على الإرهاب. فهل ستعيد المؤسسة الدور المنوط بالاستعلام الاستراتيجي الوقائي والبعيد المدى التي ستمكن الجيش من تفادي عمليات استعراضية مثل عملية باب القنطرة التي كانت ستروع ليس قسنطينة وحدها، بل تعيد استراتيجية الحرب على الإرهاب إلى المربع الأول، خاصة وأن البلاد مستهدفة على طول حدودها مع ليبيا وتونس ومالي، وحتى الحدود مع المغرب ليست آمنة، خاصة بعد الاستعراض العسكري الذي قامت به القوات الملكية منذ أيام واحتلالها منطقة كركات الصحراوية وكادت تتحول إلى حرب حقيقية، وما زال الوضع قائما حتى الآن حسب السفير الصحراوي في الجزائر.أمن الجزائريين لا يجب أن يقترن بحملة انتخابية ولا أن يتلاعب به في حرب الأجنحة، ووضع المنطقة وتهديدات المغرب البطنة لا يجب الاستهانة بها، خاصة في المرحلة الانتقالية المقبلة عليها البلاد، ولن تكفي الحواجز الدفاعية حول المؤسسات ما لم تكن مزودة بالمعلومة الاستراتيجية واستعلام الميدان.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)