الجزائر - A la une

د. هواري عدي في محاضرة حول "الخطاب الديني بين العقل والضمير" بوهران



د. هواري عدي في محاضرة حول
أكد الدكتور في جامعة ليون الفرنسية هواري عدي، أنه لا توجد أزمة إسلام في العالم العربي بقدر ما هناك أزمة فكر وثقافة متحجرتين، وأضاف في الندوة التي نشطها مساء أمس ب"كراسك" وهران، بعنوان "الخطاب الديني بين العقل والضمير"، أن سبب انحطاط العالم العربي اليوم، راجع إلى انحدار الفكر والثقافة لدى الكثير من المجتمعات، مشيرا إلى أن الخطاب الديني بات اليوم مسيطرا على العقل العربي، في حين الخطاب العلمي تراجع بشكل كبير ولم يعد له قبول كبير لدى الكثير جماهيرنا العربية والإسلامية، مشددا على أنه ومن خلال هذه الثقافة الدينية السائدة، لا يمكن التأسيس لديمقراطية حقيقية مع جمهور متشبع بالإيمان الديني المتزمت والمنغلق، موضحا أن المصالح المادية والفردية هي التي أضحت تسيطر على الدين، وأنه حان الوقت لتحرير هذا الأخير من المصالح المادية والفردية التي تشوّه صورته الحقيقية السمحاء، مؤكدا أنه كعالم اجتماع مع فكرة الإيمان الفردي وليس الجماعي، بسبب تدني المستوى الثقافي والفكري للكثير من المجتمعات في عالمنا العربي.وفي سياق متصل دعا الدكتور هواري عدي في محاضرته التي ألقاها بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين بجديد الفكر، السوسيولوجيا والفلسفة، إلى التفريق بين الشريعة والموروث الثقافي الذي ورثناه منذ سنوات، حيث قال إنه حان الوقت، لعودة "الأنتلجنسيا" والطبقة المثقفة كقوة تغيير حقيقية، لمجابهة هذا الإحباط والتخلف الاجتماعي والاقتصادي، الذي تعاني منه الكثير من البلدان العربية، مصرّحا في مداخلته أن العالم العربي لم يعد يتوفر على فلاسفة بالمعنى المتعارف عليه علميا وأكاديميا، بل أضحى لدينا كما وصفهم عدي فلاسفة بفكر "مأدلج"، ولا نملك علماء في الاجتماع بل مدرسين للعلوم الاجتماعية، منتقدا انغلاق الفكر الديني المتطرف، لاسيما الوهابي منه الذي يرفض ويحرم جميع العلوم الأخرى، ويعتبرها مخالفة للشريعة الإسلامية، مضيفا أن هذه الموجة الفكرية المتشددة، قد تجرنا للأسف إلى حروب دينية طاحنة، لا تختلف عن تلك التي عاشتها أوربا في القرون الوسطى.وختم البروفيسور هواري عدي، تدخله بالدعوة إلى التأسيس لحداثة خاصة بنا كمجتمعات عربية إسلامية، مثلما أنشأ الأوروبيون خاصة والغرب عامة حداثة خاصة بهم، مشددا على ضرورة عدم الخلط بين الدين والفكر، والخروج من الفكر الأفلاطوني إلى الكانطي المبني على الوعي والمعرفة، مشيدا بالحركة الفكرية المتنورة لمحمد عبدو والعلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس، اللذان أسسا لقاعدة فكرية دينية، قائمة على التطور والحداثة والاستفادة من خبرة الغرب العلمية والتقنية حتى يكون الاستقلال كاملا ونهائيا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)