الجزائر - A la une

خيّر بين الفن والطب فاختار الفن



تتساقط أسماء الفنانين كتساقط أوراق الخريف، فلا تمر علينا سنة إلا ونحضر وفاة عميد من أعمدتها أو أحد من صناعها، أو بالأحرى واحد من مهندسي الثقافة الجزائرية.. اختلفت أسماؤهم في كل المجالات الفنية والثقافية، إلا أنهم تركوا فراغا كبيرا، لا يمكن ملؤه بسهولة، فقد كان أغلبهم قامة، استطاعت أن تؤسس لفن أصيل وهادف، طيلة الكثير من السنوات، وقدمت دروسا في التمثيل والغناء والطرب.. ولعل من بين الأسماء التي نفتقدها اليوم، الفنان "شريف حجام"، المعروف فنيا ب" حميميش"، الذي فارق الحياة في حادث مرور، فكان بمثابة انطفاء شمعة من شموع الثقافة في الجزائر، وخسارة يصعب تعويضها.بالعودة إلى حياة الفنان وما قدمه، فهو لم يكن الفنان فقط، بل كان الفنان والمنشط والفكاهي والممثل القادر على تقديم أدوار مختلفة. استطاع في مرحلة من المراحل الحرجة والصعبة التي مرت بها الجزائر، أن يكون زارعا للابتسامة وسفيرا للمرح. وهذا، خلال العشرية السوداء، أو سنوات الجمر، إن صح القول.. وهو ما يحسب له كتضحية منه، من أجل إسعاد غيره، بلباسه المبهرج وألوانه المختلفة، استطاع من خلال ما يقدمه، أن ينسي شريحة من المجتمع ما تعانيه الجزائر من ألم في تلك الفترة، وهي شريحة الأطفال، سواء عبر الإذاعة أم التلفزيون، أم في جميع المحطات التي تهتم بالأطفال، على غرار الحفلات المدرسة، أو المؤسسات والمراكز الثقافية المختلفة.. لذا، كان سفيرا للضحك بها حتى فارق الحياة، وهذا بمظهره المضحك وحركاته البهلوانية.
كان حضوره مميزا في الكثير من المحطات الثقافية، والمناسبات التي تهتم بالبراعم والطفولة، رغبة منه في إدخال المرح والسرور على قلوب هذه الشريحة المهمة في المجتمع. لذا، حضر أغلب التظاهرات التي وجهت إلى الطفل، وكان القائد فيها، على غرار الأيام الوطنية الثامنة لمسرح الطفل في ولاية عين الدفلى، سنة 2009، وكذا الموسم المسرحي "شقائق النعمان" بولاية تلمسان، وأيام "فيسيرا" للفكاهة بولاية بسكرة في سنة 2012، إلى جانب حضوره في العديد من التظاهرات الغنائية على غرار أغنية الراي بسيدي بلعباس سنة 2008.. بالإضافة إلى هذا، فقد كان للفنان حس التمثيل، لذا شارك في العديد من الأدوار خلاله مشواره الفني، الذي يلامس أربعين سنة. ويبقى من أهم أعماله، العرض المسرحي الموجه إلى الأطفال "بلوك"، القطرة، سنة 2008، العرض الذي زار العديد من الولايات الجزائرية، قدمته فرقة قوس قزح.
هو أحد صناع فكاهة الطفل، الذي كرس حياته من أجل هذا الهدف، استطاع أن يمكن لنفسه في هذا العالم، من خلال حضوره القوي وشخصية الفذة، وأن يقدم للطفل أعمالا سوف تبقى خالدة في ذاكرة كل من جلس إليه، كما سوف تبقى أعمالا محترفة، تضم إلى مكتبة الثقافة الجزائرية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)