خبير دولي يوصي البلدان الناشئة بتطوير مزايا جديدة مقارنة

لا يمكن لتنمية مستدامة و مدمجة للبلدان الناشئة أن تتجسد بدون تبني مقاربة جديدة تقوم على تنويع مدروس للاقتصاد مع تثمين لاقتصاد المعرفة، حسبما أكده يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة الخبير الدولي خوان انطونيو دو كاسترو دو اريسباكوشاقا.و أوضح ذات الخبير الاقتصادي الذي اشرف على مشاريع ذكاء اقتصادي و تنمية مستدامة في عديد البلدان أن البلدان الناشئة قد حققت تقدما ملموسا في مجال التنمية إلا أن مساعيها لم تؤخذ بعين الاعتبار في إطار نظرة تنويع و طني.و أضاف خلال ندوة متبوعة بنقاش نظمت بالمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة أن "بلدانا مثل جنوب إفريقيا و كينيا و كوستا ريكا و ماليزيا و الشيلي و أخرى قد تمكنت من تحقيق تقدم من حيث تحسين مناخ الأعمال و الاستثمار في الهياكل و جلب رؤوس الأموال الأجنبية و الشراكة بين القطاع الخاص و العام و التكوين إلا أن تلك الإجراءات تفتقر للدوافع الضرورية لتكون متكاملة".كما أشار إلى أن الحل يكمن في تطبيق تلك "الدوافع" التي تشرك تغييرا أساسيا للمصادر و طرق استهلاك الطاقة و تطوير التكنولوجيات الجديدة.و تابع قوله أن مثل هذا الهدف لا يمكن أن يتحقق بدون تثمين المعرفة والمورد البشري.و أكد في معرض تفصيله لاقتراحاته انه يشكل "نموذجا جديدا للأعمال" بالنسبة للبلدان الناشئة على أساس هندسة اقتصادية عالمية جديدة مضيفا أن تلك البلدان التي تعاني من مشاكل هيكلية عوض سياسات نقدية فاشلة مطالبة بالبحث عن "أفكار جديدة لإعادة تنظيم اقتصادياتها من خلال تثمين ما يملكونه بوفرة".و أضاف أن النموذج الاقتصادي الكلاسيكي الجديد القائم على تثمين الموارد الخام التي طالما دافعت عنه المؤسسات الدولية "لم يسمح بإجراء تغييرات هيكلية منتظرة في بلدان الجنوب" سيما وانه أرفق بنموذج آخر يكرس المعرفة كامتياز ببلدان الشمال و يعتبر بلدان الجنوب مجرد أسواق (معاهدة لشبونة).و تابع قوله من البديهي التحول نحو "هذا النموذج الجديد للتنمية" و "استنساخ" النماذج الموجودة من قبل في هذا المجال على غرار النموذج السويسري.كما أعرب السيد دو كاسترو الذي اشتغل خبيرا لمدة 20 سنة على مستوى ندوة الأمم المتحدة للتجارة و التنمية بجنيف عن أسفه لكون الجزائر صنفت "في أسفل السلم العلمي في مجال الابتكار" مؤكدا أن البلد يمتلك "كل المقومات" من أجل إنجاح مثل هذا الانتقال.و صرح على هامش الندوة أن "الجزائر تتوفر على رأسمال بشري كبير و تكوين و تعليم نوعي تمثل نقاط قوتها و أعتقد أنها ستنجح في رفع تحدي التنويع الاقتصادي لأنها مسألة وقت فقط".