الجزائر - A la une

خالد وشان رئيس جمعية "إشعاع" للطفولة ل"المساء"


خالد وشان رئيس جمعية
يتحدث السيد خالد وشان رئيس جمعية ”إشعاع” للطفولة، الكائن مقرها ببلدية وادي قريش في هذا الحوار، عن برنامج جديد ستعتمده الجمعية قريبا من أجل إعادة إدماج المدمنين داخل المجتمع عن طريق التكفل بهم، بمساعدة أخصائيين في علم النفس والاجتماع،وعلوم الدين، عن طريق تنظيم دورات ”التخلص من السموم” لإعادة تأهيلهم من المخدرات، تحت شعار ”لماذا لا الإقلاع عن الإدمان والاندماج في المجتمع؟”.حدثنا عن مهام جمعية ”إشعاع” للطفولة؟تنشط جمعية ”إشعاع” للطفولة التي اعتمدت مؤخرا في كافة التراب الوطني، حيث مست فعاليات بعض نشاطاتها العديد من الولايات بهدف الاقتراب من الطفل أينما كان، والاهتمام بالجانب التربوي، الترفيهي والبيداغوجي، من خلال تنظيم برامج لصالحه تتمثل في خرجات استكشافية، ثقافية وترفيهية، إلى جانب تنظيم لقاءات مناسباتية، لاسيما خلال الأعياد الدينية والوطنية. كما تهتم الجمعية بالطفولة المسعفة، اليتامى والفقراء، وتنظم موائد إفطار خلال شهر رمضان، إلى جانب ورشات مسلية للأطفال على مدار السنة تتمثل في ورشات للرسم والأشغال اليدوية لتفريغ طاقتهم في هذا الفن المحبوب، مع القيام بأنشطة تحسيسية في مجالات مختلفة، على غرار المحافظة على البيئة والتحسيس بمخاطر تعاطي المخدرات.. فيم يتمثل مشروع الجمعية حول ”التخلص من السموم”؟بعد الانتشار الواسع لآفة المخدرات التي تمس مختلف الفئات العمرية، أصبح من الصعب التحكم في هذه الآفة، لاسيما بعد تسربها إلى أسوار المؤسسات التربوية، مستهدفة التلاميذ من الجنسين.. وأمام هذا الخطر، أصبح من الضروري البحث عن طرق وأساليب جديدة لمكافحة هذه الآفة بهدف حماية أطفالنا وتأمين مستقبل لهم خال من مخاطر ”الجرعة الزائدة”، وعلى هذا الأساس تبادر الجمعية إلى تسطير مشروع إنشاء قرية بعيدة عن المدن الحضرية ومنعزلة تماما، مهمتها مساعدة مجموعة من الشباب والشابات رفقة العديد من الأطباء والمختصين في علم النفس والاجتماع، إلى جانب أئمة وعلماء الدين ومنشطين رياضيين، حيث ستخصص للمدمنين دورات تدوم 10 أيام لكل مجموعة، قصد معالجتهم وإعادة إدماجهم في المجتمع بطريقة حضرية وجديدة، نوعا ما، لإعادة تأهيلهم. ماذا تقصد بإعادة التأهيل من المخدرات أو تأهيل المدمنين؟تأهيل المدمنين هو عمليات العلاج النفسي لمدمني الكحوليات والمخدرات، والهدف من التأهيل هو تمكين المدمن من وقف تعاطيه للمواد المخدرة، من أجل تجنب الآثار النفسية والعواقب القانونية، المالية، الاجتماعية والمادية التي تنجر عن الإدمان. متى سيتجسد هذا المشروع على أرض الواقع؟ستكون انطلاقة البرنامج فور إيجاد ممولين لمساعدتنا في تجسيد هذا المشروع الذي يشع بالآمال بغية إعطاء نتائج مرضية، لاسيما أن هذه الدورات ستساعد هؤلاء الشباب على إعطائهم حق العيش في بيئة نقية خالية من السموم، كما تعمل الجمعية على تنسيق مجهوداتها مع الجهات المعنية والجمعيات العاملة في نفس المجال لبلوغ الأهداف المرجوة. لماذا قمتم باختيار منشطين رياضيين داخل دورات ”التخلص من السموم”؟صحيح أن إقبال الفرد على الإقلاع عن تعاطي المخدرات خطوة عملاقة، إلا أن الجسم بعد مرحلة الإدمان يكون في أمس الحاجة إلى إعادة تأهيله وإفراز السموم التي تبقى بداخله بعد الإقلاع، وهنا لا يمكن حث الفرد على وقف تعاطي المخدرات دون مساعدته على التخلص من تلك السموم من جسمه، لهذا فإن الرياضة حل فعال لهذه الحالة، إذ أن ممارسة مختلف النشاطات الرياضية وسيلة لإعادة التوازن داخل الجسم وتنشيط دورته الدموية من الجانب الجسدي، أما على الصعيد النفسي، فللرياضة دور كبير في زرع الثقة في النفس، القضاء على وقت الفراغ وتكوين علاقات جيدة مع الآخرين، لإشغال الفرد وإبعاده عن الإنحرافات السلوكية. في رأيكم، هل يواجه المدمن بعد إقلاعه عن المخدرات آثارا معينة؟تعد مرحلة بعد الإقلاع جد حساسة، لأن المدمن في هذه الفترة مهدد بالانتكاس، ويقصد بذلك ضعفه أمام المادة المخدرة وميوله إلى تعاطيها مرة ثانية بعد المعالجة، ولتجنب ذلك، من الضروري التزامه بخطة العلاج الخاصة، ففي هذه الفترة يبدو كأن المدمن أو المريض يتعافى ولا يحتاج إلى دورات إضافية، لكن في الحقيقة عليه استشارة الطبيب النفسي، ومبادرتنا بإنشاء قرية تكون بمثابة مركز يمكن للشباب المدمن قصده للمشاركة في اجتماعات تواصلية، سواء مع فريق الدعم أو مع مدمنين آخرين في إطار العلاج عن طريق تبادل التجارب مع الآخرين، هذه الخطوات تضاعف من إمكانية الإقلاع عن التعاطي نهائيا. ما هي أهم الأساليب التي ستعتمدونها داخل هذه القرية؟يعتبر الاستماع الجيد للحالة النفسية التي يعيشها المدمن، من الطرق الجيدة للتواصل معه، إلى جانب إعطاء القدوة الحسنة، مثلا، بتدخل إمام أو مختص في علوم الدين لترسيخ تلك القيم والمبادئ لدى المدمن، إذ على المسلم أن يقتدي بها، إلى جانب هذا، هناك التواصل اليومي مع المدمنين لفهم الأسباب التي أدت بهم إلى تعاطي المخدرات، ومحاولة إيجاد حلول سوية لتفاديها وتحقيق علاج فعال. ما هي النتائج المنتظرة من هذه المبادرة؟نأمل أن تكون لهذه المبادرة نتائج إيجابية ستساعد حتما الشبان المدمنين على معالجة أنفسهم، كما ستعمل الجمعية على تنظيم عدة دورات بعدة جهات من الوطن، لتمس عددا كبيرا من المدمنين الراغبين في العلاج، وحتى تشكل جمعيتنا إحدى الفاعلين في التوعية بمخاطر المخدرات وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)