الجزائر - Revue de Presse

حيل تموين النزلاء المدمنين في المؤسسات العقابية ''ويسكي'' مجفف وفواكه تحقن بالمهلوسات في قفف الزيارات



يبدع أهالي المساجين المدمنين على الخمور والمخدرات والمؤثـرات العقلية، حيلا لا تخطر على بال لتموين أبنائهم الموقوفين في المؤسسات العقابية بهذه السموم، والتي تمرّر لهم في قفف الزيارات.
 بعد تردد كبير وإلحاح منا، كشف لنا مروّج للمخدرات كان في زيارة لابنه الموقوف بإحدى المؤسسات العقابية في شرق البلاد، بعضا من هذه الحيل. ولعل من أغرب التجارب التي رواها لنا محدثنا الذي قضى 15 سنة من عمره وراء القضبان، حالة سجين كان مدمنا على مشروب الويسكي، ولم يستغن عنه حتى وهو في السجن، حيث يقول المتحدث: كنت ألاحظ وبعض الأصدقاء المقرّبين من السجين حالة السكر المتقدمة التي يكون عليها عقب كل زيارة لأهله، احترت للأمر وسألته مرارا وتكرارا عن طريقة تزوّده بالمشروب، لكنه رفض باستمرار إخباري عن الأمر .
ولم يتمكن حتى أعوان الحراسة من كشف خطة السجين، غير أن طول العشرة جعلته يفتح قلبه لمحدثنا الذي أضاف: في إحدى المرات، ناولني منشفته الخاصة وبلل جزءا منها، ثم طلب مني تذوّقها، حينها فهمت بأن الويسكي كان مجففا على المنشفة، ويعمل على تبليلها كلما أراد تغييب عقله .
وروى لنا مسبوقون قضائيا تجاربهم أيضا مع التمون بالممنوعات وهم وراء أسوار السجن، إذ يقول محمد: أنظر إلى قائمة الممنوعات من الفواكه، فالدلاع مثلا كان يحقن بالمؤثـرات العقلية أو الخمور، ويتم إدخاله في قفة الزيارة، وكذا الأمر بالنسبة لقطع المخدرات التي تمرّر في أطباق صعبة المراقبة مثل الملوخية ، كما يعمد آخرون لوضع المخدرات في الأحذية.
ولا تمر هذه الحيل دائما على أعوان الحراسة، فقد أوقفت مصالح أمن تبسة، نهاية الأسبوع، سيدة أبدعت في دسها للمخدرات داخل كسرة الدار (المطلوع). وفي كل مرة يحال العشرات من المتورطين في مثل هذه الممارسات على المحاكمة، ويجدون أنفسهم وراء القضبان إلى جانب قريبهم المسجون.
وفي حديثنا مع رجال القانون، أكدوا لنا بأن هذه الجنح تكون عقوبتها أشد في القانون العام، خاصة إذا ثبت علم الموقوف المراد تزويده بهذه المخدرات، وثبت تورطه في الإعداد والتحضير للعملية. فعلاوة على محاكمة الزائر، تضاف قضية جديدة للموقوف، وقد يحرم نهائيا من إجراءات العفو وتخفيف العقوبة.     


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)