الجزائر - A la une

حملة تحسيسية حول داء الصدفية



حملة تحسيسية حول داء الصدفية
احتضنت بلدية الرايس حميدو مؤخرا، فعاليات اليوم التحسيسي حول مرض الصدفية الذي لا يزال مجهولا بين أوساط العامة، وغير مرحب بالفئة المصابة به من منطلق الخوف من العدوى. وأمام هذا وجهت الجمعية الوطنية لمرضى الصدفية منذ تأسيسها، مجهوداتها الأولية في التعريف بالمرض لتمكين الفئة المصابة به من الاندماج بالمجتمع والخروج من حالة العزلة التي نتجت عن إصابتها بهذا الداء الجلدي.عرف اليوم التحسيسي تجاوبا كبيرا من طرف المواطنين الذين راحوا يستفسرون عن كل ما يتعلق بالمرض، وكيفية الإصابة به، مع التأكيد حول ما إذا كان يعتبر من الأمراض المعدية أو لا، وهو المفهوم الخاطئ الذي دفع بعدد كبير من المواطنين، إلى تجنب حتى مصافحة المصاب به، الأمر الذي عمق من هوة الاضطراب النفسي لدى المصاب، فيما واجهت بعض النسوة تحديدا مشاكل جمة، أهمها عزوف الرجال عن الارتباط بهن، لا سيما أن الصدفية تعتبر من الأمراض المزمنة ولا علاج لها.وفي دردشتنا مع رئيس الجمعية أحسن بعداش، على هامش اليوم التحسيسي، ارتأينا في أول الأمر التأكيد على أن الجمعية تختار دائما عند برمجة الأيام التحسيسة، البلديات الواقعة بالأحياء الشعبية وفي الهواء الطلق، ليتسنى لأكبر فئة من المواطنين الاستفادة من المعلومات التي يجري تقديمها من طرف مختصين في الجلد حول المرض الذي يعتبر إلى حد الآن غير معروف، وتحيط به مفاهيم خاطئة أضرت بالمريض نفسيا، إذ أن البعض يقول؛ «يخلط بينه وبين داء الجرب أو حساسية الجلد، مشيرا إلى أن من أهم الأهداف التي سطرتها الجمعية منذ تأسيسها؛ التعريف بالمرض بالدرجة الأولى، بالتالي فإن مثل هذه الأيام التواصلية مع الناس تعطي صورة واضحة حول هذا الداء الذي انتشر بشكل كبير في أوساط المجتمع الجزائري.إحصاء مرضى الصدفية ضرورةبلغة الأرقام، يؤكد رئيس الجمعية أن عدد المصابين بالداء في مجتمعنا بلغ حوالي مليون مصاب، أي ما يعادل 3 بالمائة، مشيرا إلى أن الإحصائيات تظل غير رسمية رغم أن الجمعية حاولت منذ تأسيسها العمل على إحصاء عدد المصابين بالداء، غير أن العملية من الناحية الميدانية صعبة وتتطلب إمكانيات كبيرة تفوق إمكانيات الجمعية المحدودة، الأمر الذي جعلنا يقول «نتواصل مع وزارة الصحة لطلب العون، هذه الأخيرة طلبت منا كجمعية في المقابل، التكثيف من العمل الميداني أولا في مجال التحسيس، ليتسنى لنا الحصول على الدعم والقيام بالعملية الإحصائية».وحول عدد المنخرطين على مستوى الجمعية، أكد رئيس الجمعية أنه يواجه على مستوى الجمعية إشكالا كبيرا مع المرضى، الأمر الذي عرقل نشاطه، ويشرح؛ «المرضى» يرفضون الانخراط في الجمعية لأسباب شخصية، كالخجل بالمرض وتحديدا النسوة، وعدم الرغبة في الكشف عن حالتهم المرضية التي يفضلون أن تظل مخفية بسبب افتقارهم للشجاعة، ويبقى تواصلهم محصورا في الاستفسار حول كل ما يتعلق بالمرض عن طريق الاتصال بالهاتف أو طريق الوسائط التكنولوجية الممثلة في «الفايسبوك»، مشيرا إلى أن من أحد أهم العوامل الأخرى التي دفعت عددا كبيرا من المرضى إلى التواصل مع الجمعية؛ تلك النظرة الخاطئة للعمل الجمعوي الذي أخذ في السنوات الأخيرة صمعة سيئة، من منطلق أنها جمعيات تسعى فقط إلى جمع المال، مردفا أن عدد المنخرطين بالجمعية لا يتعدى 27 مريضا، والعمل يجري للدفع بهذه الفئة إلى الانخراط، لاسيما أن عدد الجمعيات التي تعنى بهذا الداء قليلة في مجتمعنا.أدوية باهضة الثمن وغير متوفرةيعتبر داء الصدفية حسب رئيس الجمعية من الأمراض المزمنة، وعلى الرغم من أن الوزارة أدرجته في قائمة الأمراض المزمنة، شأنه شأن باقي الأمراض الأخرى، كالسكري، غير أن الإشكال الذي يواجهه المريض يتمثل في غلاء الأدوية البيولوجية من ناحية وعدم توفرها في الصيدليات من ناحية أخرى، الأمر الذي يحتم على المريض اقتناءها من دول أجنبية وبالعملة الصعبة، بينما تلك المتوفرة في الصيدليات والممثلة في الأقراص، تظل هي الأخرى قليلة ولها آثار جانبية، مشيرا إلى أن من بين الأدوية الطبيعية التي انتشرت بين المرضى مؤخرا؛ العلاج بالقطران ذي التركيز الضعيف، غير أنه لم يثبت نجاعته بالنسبة لكل الحالات المرضية، ليبقى داء الصدفية حسب محدثنا من الأمراض الجلدية مجهولة الأسباب، والتي أرجعها الأطباء إلى عامل الوراثة وارتباطها بالتغذية وبالحالة النفسية غير المستقرة للمصاب.تشجيع المرضى على الارتباط ببعضهممن أكثر الصعوبات التي تواجه مريض الصدفية عند بلوغه سن الزواج؛ صعوبة الحصول على شريك، والأمر لا يرتبط بالنساء فقط بل بالجنسين، حيث ترفض المرأة أو الرجل الارتباط بطرف مصاب بهذا الداء، وأمام هذا اقترحنا يقول رئيس الجمعية «تشجيع المنخرطين في الجمعية على الارتباط ببعضهم البعض وتأسيس أسرة، شأنهم شأن غيرهم من الأصحاء، وممارسة هذا الحق المقدس في الحياة، وهو الزواج والتأسيس لعائلة، غير أنه يعلق «الفكرة لم تلق الترحيب من الجنسيين، على اعتبار أن إمكانية إصابة الأبناء بالداء واردة، الأمر الذي جعل الأغلبية تعزف عن الفكرة وتفظل العزلة، وهو ما نحاول إيجاد حلول له على مستوى الجمعية لتمكين مريض الصدفية من عيش حياة عادية كغيره».
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)