الجزائر - A la une



حمار
لا زالت أجواء الفرحة تعم أزقة وشوارع عاصمة الهضاب العليا التي تعيش لحظات تاريخية صنعها إنجاز رفقاء زياية، الذين فجروا ملحمة في الكونغو أعادت الاعتبار للكرة الجزائرية المغضوب عليها، حيث عادوا بتأهل لم يسبق وأن حققه أي ناد جزائري من قبل. وقال النسر الأسود كلمته رغم كل العراقيل والعقبات التي واجهته في طريقه إلى هذا الإنجاز.لا نتحدث عن مدينة سطيف التي تعودت على أجواء الفرحة والخروج إلى الشارع عقب كل فوز يحققه أبناء عين الفوارة، فهذا أمر مألوف، لكن الملفت للانتباه هو الحركية التي شهدتها المناطق المعزولة، حيث كسر سكان المناطق الشمالية صمت الجبال بأهازيج همت هذه المنطقة وصنعوا أجواء رائعة باطلاقهم مفرقعات اعتلت قمم الجبال وأنارت دروب هذه المنطقة التي لم يجد سكانها إلا الوفاق ليخرجوا من دائرة الأحزان إلى دائرة الأفراح، ذات الشأن بالنسبة لسكان الجنوب الذين أطلقوا العنان للبارود والخيالة مشكلين بذلك ملحمة أعادت إلى الأذهان زمن البارود والخيالة، لتتواصل الأعراس إلى غاية صبيحة أمس والكل كان ينتظر على أحر من الجمر وصول رجال الملحمة إلى مدينة سطيف الذين حطوا الرحال صبيحة أمس. مدينة سطيف تتحول إلى عروسيواصل شبان الهضاب العليا ترجمة عشقهم للكرة وللكحلة والبيضة بتزين المدينة وخاصة شرفات العمارات والدكاكين بالشوارع الرئيسية بكل أحياء المدينة، والتي لبست ”الابيض والأسود”، كما جرت عليه العادة في مثل هذه المناسبات، التي يلعب فيها الفريق السطايفي مباريات إقليمية او قارية، وحتى الأغنية التاريخية ”سيدي الخير وعامر لحرار” لتشير عبد الغني دوت شوارع المدينة.الحركة تتوقف بسطيف على الساعة 14وبالعودة إلى مجريات الحدث بسطيف فقد توقفت حركة المرور بعاصمة الهضاب العليا أول أمس على الساعة 14 بالضبط، والكل يبحث عن مكان يتابع فيه أطوار المباراة التي جمعت فريق الوفاق، وتي بي مازامبي، حيث كانت كل المقاهي مكتظة عن آخرها، والأماكن المخصصة للشاشات العملاقة، أمام دار الثقافة هواري بومدين، وقاعة الحفلات بحديقة التسلية، وكل الأعناق مشرئبة نحو الشاشة.التلاميذ قاطعوا الدراسة لمتابعة اللقاءالأمر سيان بالنسبة للمؤسسات التربوية بسطيف التي شهدت مقاطعة شبه كلية للدراسة من طرف تلاميذ المتوسط والثانوي، لأجل متابعة اللقاء في الأماكن المخصصة، او في المقاهي، وحتى الإدارات عرفت هجرة كلية للموظفين وألغيت كل الاجتماعات التي كانت مبرمجة تلك الأمسية.هدف يونس يدوي المدينةلم يفقد السطايفية الذين تابعوا المباراة في المقاهي، وأمام الشاشات العملاقة، وبقوا متفائلين ويطالبون من ماضوي إدخال اللاعب يونس بعد جحنيط للعب كل الأوراق، وكأن ماضوي سمعهم واستجاب لطلبهم، وأدخل يونس الذي تمكن من تسجيل الهدف الثاني الذي أعاد الأمل للتشكيلة، وللأنصار الذين تابعوا المباراة على الأعضاب، وسمع دوي لأنصار الوفاق بعد الهدف.دوي آخر بأبواق السيارات بعد صافرة الحكمعاش السطايفية رجالا ونساء وأطفالا 90 دقيقة على الأعصاب، وتابعوا اللقاء في كل الأماكن وكلهم تفاؤل بأن فريقهم فريق المهمات الكبرى، وأن أبناء ” الفوارة ” مثلما فعلوها في القاهرة في 1988، كررورها قبل البارحة ب”لمومباشي” الكونغولية، وعادوا بتأشيرة التأهل التاريخي، ليخرج السطايفية بسياراتهم كبارا وصغارا وهم يجوبون شوارع المدية بالأعلام الوطنية، وألوان الوفاق، وأبواق السيارات تدوي سماء سطيف، وهاهم السطايفية يفعلونها، ويشرفون الكرة الجزائرية في أحرج أوقاتها. بالدموع، صرح الرئيس حمار مباشرة بعد إعلان المصري عن نهاية اللقاء، أنه لن يصوم 3 أيام لأنه أقسم بأن الوفاق سيتأهل، وأهدى هذا التأهل للشعب الجزائري، وكل الطاقم الحكومي، وإلى كل من يعشق الالوان الوطنية من جميع الرياضات وليس فقط كرة القدم، كما وجه رسالة مشفرة إلى الهيئات الكروية الجزائرية خاصة والتي لم تقف وقفة حقيقية مع الوفاق الذي تحدى كل الصعاب ولم يلعب فقط كرة قدم بل نسف كل المؤامرات التي دبرت له على حد تعبير حمار الذي تكلم بلهجة المظلوم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)