الجزائر - A la une


حكومة رياض الأطفال؟!
للذين مازالوا يعتقدون أن البلاد بخير.! وأعابوا عليّ ما كتبته بالأمس من تهويل.! أسوق الأخبار التالية:
وجهت وزارة التربية الوطنية تعليمة وزارية إلى مدراء التربية، تدعوهم فيها إلى تنظيم دروس للتلاميذ في الابتدائي والمتوسط والثانوي لتحسيسهم بأهمية هذه الانتخابات.. وذكرت التعليمة أن الوزارة استندت في إصدارها إلى توصية من اللجنة الوطنية لتنظيم الانتخابات التي تشرف عليها الحكومة والتي أوصت باستعمال المدارس والتلاميذ في التحسيس بأهمية الانتخابات.!
وأقسم بالله العظيم أنني شاهدت وثائق موقّعة من طرف الوزير وتستند إلى تعليمات من الحكومة موجّهة إلى مدراء التربية الوطنية، لحثهم على تنظيم دروس للتلاميذ لإقناعهم بجدوى الانتخابات؟!
أولا: كيف للوزير الأول أن يقبل من اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات أن تقترح عليه مقترحا كهذا وهو استخدام المدارس والتلاميذ في الحملة الانتخابية؟! ويوجه تعليمة إلى الوزارة لتنفيذ هذا المقترح؟!
ثانيا: هل تعتقد الحكومة بأن إقناع التلاميذ بالانتخابات يمكن أن يؤدي إلى إقناع أوليائهم بهذه الانتخابات فلا يقاطعونها؟! وما قيمة انتخابات يلعب فيها الأطفال الدور الأساسي؟! وما هي القيمة السياسية لحكومة لا تستطيع إقناع شعبها بجدوى الانتخابات وتستنجد بالتلاميذ في المدارس للقيام بهذه المهمة الخطيرة؟!
ثالثا: أين هي الأحزاب السياسية التي أنشأتها هذه الحكومة كالفطريات؟! وأين هم المرشحون الذين من الواجب أنهم يجلبون الشعب لانتخابهم؟!
رابعا: أليس استخدام المدرسة والتلاميذ في السياسة خرقا لمحتوى الدستور الذي يمنع استعمال المدرسة والمسجد في السياسة؟! أم أن الدعوة إلى الانتخابات بواسطة التلاميذ لا تعد سياسة في نظر الحكومة؟! وما هي السياسة إذا؟! وما أجمل أن تستنجد الحكومة برياض الأطفال لممارسة السياسة؟!
خامسا: الحكومة كانت تستخدم التلاميذ في المسيرات العفوية في الصراع السياسي أثناء العشرية الدموية.! وتستخدمهم في المهرجانات الشعبية التي تنظم للرؤساء والوزراء وها هي اليوم تخطو خطوة أخرى وتستخدم التلاميذ في الحملة الانتخابية.! ولا نستبعد أن يصل الحال بالحكومة إلى إعطاء التلاميذ حق الانتخاب مكان أوليائهم.! وأن يتم ذلك في المدارس؟!
إلى هذا المستوى وصل حال النظام السياسي الانتخابي في البلاد؟! وإلى هذا المستوى من الرداءة وسوء الأداء وصل حال أجهزة الحكم في بلادنا؟! هل بعد هذا أتهم بأنني أهوّل الأمور عندما أقول إن حال البلاد أصبح ميؤوسا منها في مجال الإصلاح؟!

[email protected]
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)