الجزائر - A la une

حقوقيون يطالبون بعدم سجن النساء الحاضنات لتهم بسيطة



حقوقيون يطالبون بعدم سجن النساء الحاضنات لتهم بسيطة
l الأخصائية الإجتماعية زهرة فاسي: ”العقاب البديل أنجع وسيلة لحماية الأسرة”تعاني نساء حاضنات في السجون الأمرين، لاسيما أن المؤسسات العقابية في الجزائر تفتقر إلى دور للأمهات التي توفر جوا عائليا للأم ورضيعها، الأمر الذي دفع بعض الجهات المختصة والناطقة باسم الأمومة إلى عدم سجنهن لتهم بسيطة، ليصبح البحث عن عقاب بديل أنجع وسيلة لحماية الأسرة من التشتت. تحمل العديد من المؤسسات العقابية عبر الوطن أرقاما رهيبة لأمهات حاضنات بتهم مختلفة، منهن من كانت تعلم بحملها وأخريات تفاجأن بحملهن خلف أسوار الزنزانة، ليحمل المولود المنتظر لقب المسجون وهو في بداية حياته، في ظل انعدام دور للأمهات مثل باقي الدول الأخرى لضمان الرعاية والجو الأسري، الأمر الذي دفع بعض الجهات المختصة إلى رفع نداء إلى السلطات المعنية تطالب فيه بعدم سجن النساء الحاضنات حفاظا على تماسك الأسرة، خاصة أن أغلب هؤلاء النساء تركن أطفالا آخرين وراءهم، ليجدوا أنفسهم مهددين بالتشرد والضياع.وكشفت بعض الزيارات الميدانية، حسب آخر الدراسات، أن سجن النساء في الجزائر أشبه بعالم مليء بالعجائب والغرائب ممزوجة بالألم والحرمان تارة وبالحنين والبكاء تارة أخرى، في وسط يغلب عليه طابع الإجرام الذي يمنح البقاء للأقوى حسب قانون الغاب، في ظل انعدام قوانين صارمة لحماية حقوقهن.وفي هذا الإطار، طالبت الأخصائية الاجتماعية والنفسانية زهراء فاسي، السلطات المعنية وفي مقدمتها وزارة العدل، بعدم سجن الأمهات الحاضنات والبحث عن عقاب بديل، مشيرة إلى أن هذا الإجراء من شأنه أن يحمي مصير أسرة بكاملها، خاصة أن الأم الركيزة الأساسية التي تبنى عليها الشعوب، فما بالك بالعائلة الصغيرة”.وفي السياق، قالت فاسي ”إن أغلب القضايا المسجلة في المحاكم بالنسبة للنساء هي قضايا بسيطة ولاتستدعي أن تسلط عليها عقوبات سالبة للحرية، في الوقت الذي يمكن الاستغناء عنها وفرض عقاب بديل بالقرب من العائلة، في انتظار تطبيق وتعميم السوار الالكتروني الذي يعد وسيلة عقاب مخففة مقارنة بعقوبة السجن، علاوة على تخصيص دور للأمهات تكون مهيئة لاستقبال الأم ورضيعها وفي أحسن الظروف، مثلما هو معمول به في بعض الدول المتقدمة كألمانيا التي يؤخذ بها المثل في التكفل بهذه الشريحة”. من جهة أخرى، اعتبرت المتحدثة أن تفاقم بعض الآفات الاجتماعية راجعة إلى غياب الأم أوحالات الطلاق الناجمة عن شجار ومشاكل بين الزوجين، ليصبح الأبناء ضحية المجتمع، بعدما وجدوا أنفسهم مفترشين الشارع بحثا عن الاستقرار، مشيرة إلى أن الحفاظ على المرأة، وبالأخص الأم الحاضنة، كفيل لإنقاذ أسرة بكاملها من التشتت، خاصة أن جل النساء اللواتي تعرضن للسجن معرضات لأمراض نفسية وأخرى عضوية، نتيجة الابتعاد عن فلذات أكبادهن والتفكير المستمر فيهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)