حققنا إنجازات تنموية رغم الظرف الدولي غير المستقر

أشاد السيد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي الوطني، بالإنجازات التي حققتها الجزائر في السنوات الأخيرة على الأصعدة الاقتصادية، الاجتماعية، العسكرية، الدبلوماسية والأمنية بالرغم من الظروف الدولية غير المستقرة، مؤكدا أنها استطاعت تسريع وتيرتها التنموية، وتطوير هياكلها القاعدية بالرغم من تواجدها في منطقة تعيش ظروفا أمنية متوترة حاليا.وأرجع السيد ولد خليفة في كلمة ألقاها بمناسبة اختتام الدورة الربيعية للبرلمان أول أمس، هذه النتائج إلى حكمة القيادة السياسية للبلاد خلال العهدات الثلاث السابقة على الرغم من المناخ الإقليمي والدولي غير المستقر، مشيرا إلى أن الجزائر تمكنت من تسريع التنمية وتطوير الهياكل القاعدية ورفع مستوى المعيشة بين الأغلبية الساحقة من المواطنين. كما تمكنت من تأمين ادخار معتبر في خزينة الدولة.وأثنى السيد ولد خليفة على دور الجيش الوطني الشعبي، الذي يسهر على تأمين الحدود الجزائرية في الوقت الذي تعيش بعض دول الجوار ظروفا أمنية غير مستقرة، مذكرا بدور الدبلوماسية الجزائرية التي تسجل حضورا فاعلا على كل الجبهات بتوجيهات من رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن هذه الدبلوماسية تتميز بديناميكية وكفاءة عالية، وقدرة على توظيف مؤهلات الجزائر التاريخية والجيوسياسية، وإدراك عميق للتغيرات المتسارعة في عالم اليوم؛ حيث تُعد قوة أساسية للأمن والسلام والتعاون في المنطقة؛ إذ بات رأيها يُستمع له باحترام في المحافل الدولية، ويؤخذ به للدفاع عن القضايا العادلة انطلاقا من مبادئها القاضية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.ولدى تطرقه للوضع بولاية غرداية، قال السيد العربي ولد خليفة إن السحابة العابرة التي ألمّت بغرداية ستنتهي عاجلا ويعود الوئام والإخاء والتضامن بين الجميع، مذكرا بأنه لا يوجد في الجزائر أي تمايز عرقي أو إقصاء مذهبي؛ فالأمازيغية والإسلام دين التوحيد، ووحدة كل الجزائريين والعروبة أساسا انتماء لحضارة، مشيرا إلى أن كل من يحرّض على الفتنة والفرقة سيفشل حتما وسيخسر الرهان.وذكّر السيد ولد خليفة بأن الجزائر تتقدم بخطى ثابتة، وتبني ديمقراطية تقوم على ثقافة التسامح وقبول الآخر.وفي سياق آخر، توقف السيد ولد خليفة عند مشاورات تعديل الدستور؛ حيث أوضح بشأنها أنها تهدف للوصول إلى دستور توافقي يحقق درجة عالية من الإجماع الوطني والتوازنات الكبرى بين السلطات في الدولة والمجتمع، المبنية على التجربة التاريخية وتطلعات الأجيال الراهنة والمستقبلية والتحولات الجارية في العالم.وأضاف في هذا السياق أنه كان يرغب في مشاركة الجميع في هذه المشاورات، التي استمرت عدة أسابيع، ليعبّر كل طرف عن وجهة نظره واقتراحاته، مستدركا أنه قال إنه من حق كل تنظيم أو شخصية وطنية أن تتخذ الموقف والتموقع الذي يرضيها.وفي سياق منفصل، ذكّر السيد ولد خليفة بموقف الجزائر المساند للقضايا العادلة في العالم؛ حيث أدان العدوان الإسرائيلي على غزة، مذكرا بأن الجزائر دأبت على دعم قضية الشعب الفلسطيني المظلوم، وهي تتضامن مع الأشقاء في غزة وفي كل الأراضي المحتلة، الذين يتعرضون اليوم لحرب إبادة من آلة الحرب الصهيونية، مشيرا إلى أن الجزائر تعمل أقصى جهدها من مختلف المنابر الدولية والمنظمات الجهوية، لنصرة حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية، وتسعى لإيقاظ ضمير المجموعة الدولية ليتحرك بسرعة لإيقاف التدمير والمذابح ضد شعب أعزل.كما تطرق السيد ولد خليفة لموقف الجزائر من القضية الصحراوية، موضحا أنه موقف مبدئي أقره ميثاق الأمم المتحدة وكل المواثيق الدولية، ويتمثل في تمكين الشعب الشقيق من تقرير مصيره، والتعبير عن اختياره بحرية، مشيرا إلى أن الجزائر لن تتأثر "بالحملات المسعورة" والادعاءات والتهم المفتعَلة عن الموقف الجزائري المبدئي، وتبقى يد الشعب الجزائري ودولته ممدودة إلى الأشقاء في المغرب بحكم التاريخ والجوار بالرغم من حرب المخدرات غير المعلَنة.وفي كلمته، عرّج ولد خليفة على حصيلة المجلس خلال هذه الدورة؛ حيث ذكر أن الغرفة السفلى للبرلمان ناقشت مخطط عمل الحكومة وأربعة مشاريع قوانين تتعلق بالموارد البيولوجية، القانون المتعلق بالتمهين، قانون الحالة المدنية، والخدمة الوطنية، مشيرا إلى أن أعضاء الحكومة أجابوا منذ بداية العهدة الحالية، عن 465 سؤالا كتابيا من مجموع 530.وتجدر الإشارة إلى أن مراسيم اختتام هذه الدورة، قد شهدت تنظيم نواب الأحزاب الإسلامية وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في غزة، ببهو المجلس الشعبي الوطني، دعوا فيها المجتمع الدولي إلى التحرك لإيقاف هذه المجازر.