الجزائر - A la une

حفلات صاخبة وأزياء تنكرية مخيفة تحيي "هالووين" في الجزائر


حفلات صاخبة وأزياء تنكرية مخيفة تحيي
بعد تشبع بعض الجزائريين بالثقافة الغربية التي جعلتهم يحتفلون بالكثير من أعياد الأجانب، على غرار أعياد الميلاد، رأس السنة الهجرية، عيد الحب، ها هم ينضمون إلى ركب جديد يحي ”هالووين”، أو ما يسمى عيد القديسين نهاية شهر أكتوبر، من خلال إحياء سهرات صاخبة والتنكر بأزياء مخيفة تشبه تلك الخاصة بعبدة الشيطان، وغيرها من الطقوس الغريبة عن مجتمعنا.تحول الاحتفال بعيد الهالووين من ثقافة مسيحية محضة تخص إحياء عيد جميع القديسين إلى حفلات صاخبة وأزياء تنكرية تشبه احتفالات عبدة الشيطان، هاجرت من أوروبا وأمريكا لتغزو تقاليدنا الجزائرية البعيدة كل البعد عن هذه الممارسات، غير أن شبابنا الذي لم يعد يفرق أغلبهم بين ما هو لب وما هو قشور زائد عن الحضارة التي يتسابق الجميع للالتحاق بها، حتى باتت مظاهر الاحتفال بهذا العيد تغزو شوارعنا وبيوتنا بعد أن تبنت بعض الفئات الترويج لها من خلال إقامة حفلات راقصة وأخرى تنكرية في أماكن عمومية وخاصة، تدعو من خلالها الشباب للحضور المكثف لأجل السهر والرقص والتنكر احتفالا بهذا العيد الذي يجهل أغلب من يحييه مصدره ومعناه الثقافي والديني.بعد أعياد الميلاد وعيد الحب..لعل تاريخ الجزائريين في الاحتفال بالأعياد الأجنبية بدأ منذ تبني الكثيرين لعيدي ميلاد المسيح عليه السلام، رأس السنة الميلادية وعيد الحب الذين بدأ أغلب الشبان والعائلات يصنفونهم في خانة الأعياد المقدسة التي لا يستغنون عن إحيائها بالطريقة الغربية وبجميع طقوسها، حتى باتت شجرة الميلاد وحلوى رأس السنة تغزو بيوت الجزائريين في هذه المناسبات. وفي سياق متصل لمسنا حالة من الإجماع شبه المنتشر بين أغلب الذين تحدثنا إليهم حول الظاهرة، حيث تقول مريم، 35 سنة، أنها لا تفوت رأس السنة الميلادية من كل عام لتحتفل رفقة عائلتها بحلولها من خلال الاجتماع في بيت واحد وتحضير أنواع مختلفة من الطعام دون الاستغناء عن حلوى الميلاد، أو ما يصطلح عليه ”لابيش” التي تزين مائدتهم الخاصة بهذه المناسبة. ومن جهتها تقول نسرين إنها تحتفل بكل من عيد الحب ورأس السنة الميلادية بشكل مستمر، منوهة أنها ليست الوحيدة لا في عائلتها ولا في محيطها المهني من الذين يقدسون مثل هذه الاحتفالات. وفي السياق ذاته تقول حنان إن مرادها من إحياء هذه المناسبات لا علاقة له باتباع النصارى، حيث تشير أنها لا تفرق بين أي عيد سواء كان وطنيا دينيا أو غربيا، رغبة منها بدوام الاحتفال وحبا لها في مراسيم الفرح والبهجة.”هالووين” يغزو ثقافتنا من الباب الضيق وعلماء الدين يرفضونهي مناسبة مسيحية تشبه في طقوسها تلك التي يمارسها عبدة الشيطان، غزت عقلية شبان جزائريين باتوا يبحثون عن أماكن تجمعهم نهاية شهر أكتوبر من كل سنة لأجل ممارسة بعض الطقوس الخاصة بهذا العيد من خلال الرقص الصاخب والتنكر بأزياء مخيفة والعديد من الطرق الغريبة في الاحتفال، والتي لا تمت لتقاليد المجتمع الجزائري ولا للدين الإسلامي بصلة. وفي هذه السنة استقبل بعض الجزائريين رسائل قصيرة مجهولة المصدر تذكر الشباب باقتراب موعد هالووين المصادف ل31 أكتوبر، داعين من خلالها إلى التواجد المكثف لفئة الشباب في بعض النوادي الليلية لإحياء سهرات راقصة، مطالبين منهم التنكر بأزياء غريبة. وفي سياق متصل كان لنا حديث مع أحد الشباب الذي كان من بين هؤلاء الذين استجابوا لهذه الدعوة فأكد أن الحضور كان كبيرا لشبان راغبين في تجربة جديدة ومميزة للاحتفال بهالووين الذي طالما شاهدوه عبر التلفزيون فقط. أما منير، 26 سنة، فقد زار أحد هذه الليالي الصاخبة التي أقيمت بأعالي العاصمة، أكد أن ذهابه كان من باب إشباع فضوله عن هذه المناسبة التي قال إنها جردت شبابنا من هويتهم وثقافتهم الإسلامية، بعد أن تقمصوا شخصيات لأفلام رعب مخيفة، فيما أراد آخرون التنكر بأزياء تمجد الشيطان وعبدته.وفي السياق ذاته كان لنا حديث مع الدكتور في العلوم الشرعية عيسى ميغري، الذي أكد أن التقليد الأعمى والانحلال الخُلقي الذي وصل إليه شبابنا مؤخرا لم يشهد له مثيل من قبل، مشيرا إلى أن الأمر تجاوز بكثير مسألة التشبه بالنصارى واليهود، حيث توجهوا إلى تقديس الشيطان والاقتداء بعبدته. وأضاف محدثنا في السياق ذاته أن هالووين يخص هؤلاء الذين يؤمنون بإله الموت الذي يقوم بإعادة الأرواح الشريرة التي ماتت منذ زمن طويل والتي باتت تسكن أجساد الحيوانات، منوها أن عبدة الشيطان شاركوا هؤلاء في الاحتفال بهذه المناسبة، التي يقول الدكتور ميغري إن تقليدنا الأعمى للغرب منعنا من التأكد من بعض المعلومات التي جعلتنا ننساق دون تفكير.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)