الجزائر - A la une

حزب "الخضرة".. فشل روراوة و طموح السياسيين..



حزب
مخطئ من يعتقد أن "الحملة التأديبية" التي استهدفت رئيس الفاف محمد روراوة بعد نكسة الغابون كان الغرض منها كرويا رياضيا، وذلك على إثر فشله في تحقيق حلم ملايين من عشاق "الخضر" برؤية النجمة الذهبية الثانية على قميص المحاربين، بعد تلك التي رفعها رفقاء مناد وماجر سنة 1990، وساذج من يظن بأن الذين أعطوا الضوء الأخضر لنهش جسد روراوة هدفهم تحميله مسؤولية فشل رياضي لا غير، فالأمور التي تخص المنتخب الوطني سياسية محضة في البلدان التي تشبه بلدنا ، كون حزب "الخضرة" أضحى منذ سنوات أقوى حزب في الجزائر، و يتفوق حتى على الحزب العتيد عبر كامل التراب الوطني، وذلك دون أن يشارك في أي استحقاق سياسي.وقد بات واضحا الآن بأن روراوة أخفق في إرضاء الذين وضعوه في سدة الحكم بدالي براهيم قبل 16 سنة، مما جعله اليوم من المغضوب عليهم، وهم الذين كانوا قد جعلوا من أشبال سعدان في 2009 أوكسجين كل الجزائريين داخل وخارج الوطن، كون تحول الحراك السياسي مرتبط بعفيون زيانيومطمور وبوقرة وعنتر يحيى، إلى درجة أن الشباب التائه و الذي وجد في قوارب الموت وسيلة هروب من واقعه البائس ، قد استعاد حبه للألوان الوطنية .نفس الأسلوب ونفس المشهد تكرر في 2014 وعاشت الجزائر بقيادة روراوة وحاليلوزيتش موجة من "الجنون الكروي" بفعل الحزب القوي الذي وحد كل الجزائريين، وهو ما لم يستطع أن يفعله أي رجل ولا تنظيم سياسي كلاسيكي منذ فجر الاستقلال ، إنه حزب "الخضرة" الذي فاق عدد المنخرطين فيه 40 مليون شخص، وبالتالي فقد جعل روراوة حزب المنتخب الوطني أقوى "جهاز" شعبي يسيل لعاب السياسيين سواء في الأحزاب المفبركة في المخابر أو تلك التي تعيش داخل هرم السلطة .ولعل عدم استضافة الجزائر لكأس إفريقيا 2017 ثم ظهور مؤشرات الإقصاء من مونديال روسيا 2018 و عدم البروز في نهائيات الغابون، يراها "السياسيون" عوامل في غير صالحهم لجمع الحشد قبيل الاستحقاقات المقبلة، التي يريدون منها أن تكون "كرنفالا" جميلا لبرلمان جديد، قبيل فتح صفحة الرئيس القادم أو الشخص الموعود.وإذا كان روراوة لم يخف يوما بأنه رجل دولة بحكم طبيعة المناصب التي تولاها، فإن تسريب اسم خليفته الممكن، ونعني به رشيد معريف الذي عاش بالقرب من سدة الحكم لسنوات، دليل آخر على أن الفدرالية الكروية تحولت إلى جهاز سياسي يستعان به لتعبة حزب "الخضرة" لأغراض سياسوية جلية الأهداف، حتى وإن كان ذلك على حساب البرامج الكروية والتخطيطات لمستقبل أجيال من الشبان الذين ينتظرون بناء مراكز للتكوين، فكل ذلك لا يهم عندهم ، والأهم بالنسبة لهؤلاء هو بناء منتخب قوي مستورد أو مجنس، لإسعاد الجماهير حتى تمر كل الانتخابات في هدوء وسلام.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)