الجزائر

حرب ضد الناموس



حرب ضد الناموس
هذه الليلة، قصتي مع الناموس لا تنسى! إذ أنني رغم كل احتياطات لأمن التي اتخذتها قبل وأثناء رمضان لكي أتخلص من طنين الناموس، بشراء طراد الناموس، إلا أني لما دخلت فجر اليوم، اكتشفت أن "ليباستي" لم يعد عندي منها ولا قرص واحد! والمستعمل منها قد رمي في الزبالة! قلت لهم مرارا: لا ترموا "ليباستي" المستعملة، لأني قد أعيد استعمالها أو أقوم بحرقها عند الضرورة لكي أطرد خلية النحل هذه التي لا تتركني أنام!. كان علي أن أنام من دون أسلحة كيماوية مضادة للطائرات التي تحوم وتغير على الناموسية! المشكلة أنه ليس وفقط طنينه هو المزعج! بل لسعاته!الناموس عندنا، لا يلسع! يعض! يأكل، ينهش! دراكولا! يمتص الدم ويزد يسف المخ! الحبة الواحدة قد المعزة.. معزة تطير! ألا يقال "معزة ولو طارت"!؟ عندنا الأف 16، والأباتشي، والجاغوار، والميراج، والفانطوم..! مش ناموس..غربان!. كان علي طيلة اليوم أن أمتهن قنص الناموس بكل أنواع الأسلحة المتوفرة: البونية أولا.. ثم الصباط، فالنعالة، فالسربيتة! استعملت كل التقنيات وتفننت فيها حتى صرت بعد 5 ساعات من الصيد والقنص والحرب المعلنة، قناصا محترفا! آتي للناموسة من الخلف (صرت أميز الذكر من الأنثى، وأعرف الولد من البنت.. واللي متزوج واللي مازال عازب واللي خاطب!..غير شوية ونوللي نعرف أسماءهم!)..أتركها حتى تستقر جالسة، ثم بخطفة مباغتة من الخلف، أطبق عليها بين أصابع الكف المغلقة! سميت هذه العملية "القفص الزجاجي"! أبدت ما لا يقل عن 123 ناموس وناموسة بهذه الطريقة.ثم تعلمت تقنية "قبس" الناموسة وهي طائرة! أي بدون أن تكون مستقرة على أرضية أطرافي وجسدي! كنت أكمشها وهي طائرة، على بعد نصف متر من منطقة التحليق! حتى أني منعت الطيران فوق دائرة قطرها متر! منطقة حظ جوي فرضتها بقوة وإحكام! بهذه الطريقة، طريق القصف جو جو، تمكنت من إسقاط ما لا يقل عن 87 طائرة من دون طيار من الناموس المتعدد الأجناس القارص لأجساد الناس! كنت في حالة حرب ودفاع عن النفس! الناموس هو من أعلن حالة الحرب، لأن الأسلحة الكمياية التي استعملها ضده، غير قاتلة ولا سامة وإنما هي طاردة ومبعدة له فقط! ليباستي لا تقتل، وإنما تطرد! ولو أدرت أن أقوم بجريمة حرب أو جريمة ضد "الناموسانية" لكنت أستعمل "المبيد الجزائري"! إنه لا يبيد الحشرات والناموس فقط، بل البشر أيضا!. لقد كدت أن أخنق أطفالي مرة بعدما أفرغت عبوة في البيت وأغلقت الأبواب وأمرتهم أن يخلدوا للقيلولة! أما الناموس فكان مرميا على الأرض كالزبيب! مذبحة حقيقية!. بعدها اشتريت عبوة "فليطوكس" من صنع سويسري!كنت أنفخ فيها على الناموسة، فتضحك وتفرح وترفع أياديها لتريني إبطها: يرحم بووك ديرلي شوية هنا!. هذا ما زاد من قوة الزعاف عندي ورحت أشتري المبيد الجزائري وأخرج أبنائي من البيت قبل أن أطهره من أي كائن يطير!! بعدا، 10 أيام لا أرى ناموسة ولا ناموس يطير بجناحيه! أتخلص منه لأيام، قبل أن تصل أسراب جديدة منه. ماذا أفعل؟ البلدية لا تقوم بواجبها، تريدون مني أن أبيد بالمبيد الجزائري ناموس البلدية بأكمله! العبوة الواحدة تسوى عشاء ليلة! ناكل وإلا أقتل الناموس!؟ لهذا وجدت فكرة طرد الناموس عوض إبادته لأنه لا يباد! تعلمت أيضا تقنية قصف الناموسة وهي طائرة بواسطة نعالة زوجتي، نعالة، لعنة الله عليها! لا تبقي ولا تذر! إذا صوبت باتجاه ناموسة، راحت البرطية على الناموسة ومن جاورها!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)