حرب المياه في الجزائر عام 2040

كشف المعهد العالمي المتخصص في الموارد المائية الكائن مقره بالولايات المتحدة الأمريكية عن وضع جد خطير لاحتياطات الماء في الجزائر، بعدما تم تصنيفها ضمن 33 دولة مهددة بحروب مياه وأزمة مستفحلة مع حلول عام 2040.واحتلت الجزائر المركز ال30 من ضمن ترتيب 33 دولة بتنقيط 4.17 وهو المقياس الذي يحدد حجم الأزمة من 0 إلى 5 ضمن معايير معلومة لدى خبراء المركز العالمي.وتعتبر كل من البحرين وقطر والكويت من الدول الأكثر عرضة لأزمة الماء في العالم بتنقيط 5، فضلا عن سنغافورة والإمارات العربية المتحدة، و«سان مارينو" وفلسطين وإسرائيل والسعودية وعمان ولبنان، واعتبر التقرير أن أزمة الماء من شأنها أن تهدد الأمن القومي لدول الخليج وشمال إفريقيا، وأشار التقرير إلى أن عمليات استنزاف تستهدف الثروة المائية بهذه الدول مع مطلع عام 2020 على أن تشتد عام 2030 لتبرز الأزمة بشكل قوي مع العشرية الثالثة القادمة أي سنة 2040. المثير في التقرير أن الجزائر تصنف من ضمن الدول المهددة بفقدان نحو 80 بالمائة من ثروتها المائية مع مطلع عام 2040، وهو مؤشر خطير للغاية، ويحذر التقرير من أن تعزل هذه الأزمة النمو الاقتصادي العالمي على ضوء سباق المياه الذي سيبدأ بين 3 قوى عالمية هي الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند، فيما المطلوب اللجوء إلى عدة خطوات عملية من أجل تعزيز الاستراتيجية توفير مصادر المياه واستغلالها، وتوسيع نطاق البرامج المحلية الممولة ضمن مخططات محلية للتنمية في عدة دول من العلم خصوصا بالخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.ونشير إلى أن الجزائر ورغم أنها عملت على مدار العقدين الماضيين على تدارك التأخر المسجل في استغلال الموارد المائية، فإن الأزمة سرعان ما تعود من جديد لتموين السكان على مستوى العديد من الولايات، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات عن الخيارات المتاحة ومدى نجاعتها من أجل أن تتماشى والاحتياجات المحلية في استهلاك الماء، حيث سبق أن حولت الحكومة مياه الشط الشرقي نحو ولاية تمنراست، مثلما تعمل على مشروع تحويل مياه الشط الغربي نحو الجنوب الغربي للبلاد من النعامة نحو تلمسان وسيدي بلعباس وسعيدة، فضلا عن بناء السدود ومحطات تحلية مياه البحر.